غدا يختار الشعب التونسي رئيسا جديدا للجمهورية...ملايين الناخبين سيتوجهون الى مكاتب الاقتراع. والتصويت لانتخاب الحاكم الجديد لقرطاج .... ولأول مرة في تاريخ تونس ليس بإمكان احد ان يعرف من سيكون هذا الحاكم الجديد... التونسيون نجحوا هذه المرة في رسم ملحمة جديدة وصنع صفحة عظيمة من تاريخهم... بصرف النظر عن ما حدث في الحملة الانتخابية ورغم الحديث عن التجاوزات وعن المال الفاسد وتدخل رجال الأعمال وتأثيرهم في الحملة الا ان الذي عاشه التونسيون كان تجربة عميقة وتحولا كبيرا في حياتهم العامة... غدا تتجه أنظار كل العالم لتونس التي تصنع تاريخا جديدا لذلك من الواجب ان يكون الإقبال على مكاتب التصويت كبيرا وفي مستوى الانتظارات... التونسيون غدا يصنعون مستقبلا جديدا ورغم كل شيء تعلمنا من السنوات الماضية... صحيح ان نسبة الفشل كانت كبيرة جدا وخيبة الأمل عاشها الكثير منا الا اننا صنعنا تجربة جديدة كان يمكن ان ننتظر سنوات طويلة لنراها تتحقق أمام أعيننا... اكثر من سبعة ملايين تونسي مسجلين في القائمات الانتخابية واجبهم التصويت ليصنعوا مستقبلهم... سقف الوعود لدى المترشحين كان أكبر من اللازم هذه المرة ...الناس ينتظرون مستشفيات وطرقات سيارة ومدن رياضية وكليات ومدارس متطورة... الناس ينتظرون من الذين سيصوتون لهم ان يكونوا في مستوى الأمانة وفي مستوى الثقة... لا نريد ان تتحول الحملات الانتخابية الى مناسبات كبيرة ومتجددة للوعود الكاذبة ولبيع الوهم والأحلام للشعب الذي نطالبه الآن بالوقوف في الطوابير امام مراكز الاقتراع والتصويت... التونسيون يريدون ان يعمل الحاكم الجديد على تطبيق ما وعد به الشعب وما جاء في برامجه الانتخابية... التونسيون لا يريدون الآن حكاما عاجزين وفاشلين بل يحتاجون الى حاكم يعمل على إعادة هيبة الدولة وتطبيق القانون وبذل جهد لبناء دولة عصرية متقدمة... على التونسيين ان يختاروا من سيحكمهم في السنوات القادمة بكل وعي وبنضج كبير... اليوم أمامنا جميعا فرصة حقيقية لتغيير المشهد وبناء مستقبل آخر... الديمقراطية هدف تحقق ولكن نحتاج اليوم الى تنمية حقيقية والى الخروج من حالة التهميش والإحباط... العزوف وعدم الإقبال على صناديق الاقتراع هو فعل ضد الديمقراطية وضد المستقبل فرجاء لا تتخلفوا عن واجب التصويت...