بقلم: أبو غسان ستعيش تونس غدا لحظة تاريخية هامة سوف تؤثر بكل تأكيد على مستقبلها .. وبإمكان التونسيين أن يجعلوا من هذه اللحظة محطة حاسمة على درب تثبيت التجربة الديمقراطية التي تعيشها البلاد منذ نحو أربع سنوات .. وذلك من خلال المشاركة الواسعة في التصويت والتعبير عن إرادتهم بكل حرية واقتناع . سيختار التونسيون غدا من يمثلهم في مجلس نواب الشعب.. وسيمارسون حقا سرق منهم لعقود تلاعب خلالها الحكام كما شاءوا بإرادة الشعب، وعبثوا خلالها كما بدا لهم بحقوق الناس وبمصالحهم . عقود كانت فيها العملية الانتخابية شكلية ومعروفة النتائج مسبقا رغم كل محاولات المغالطة والتجميل. نحن ننتظر من التونسيين أن يذهبوا غدا بكثافة إلى صناديق الاقتراع لأنهم بذلك يسدون الطريق على الإرهاب الذي لا يزال يهدد أمنهم ويلعب كل أوراقه لتخويفهم ولإجهاض أحلامهم ، ومصادرة مستقبل أبنائهم .. نحن ننتظر من التونسيين أن يذهبوا غدا بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع لأنهم بذلك يبعثون برسالة إلى كل العالم الذي يتابع منذ سنوات تجربتهم، ويؤكدون أنهم يمثلون بحق استثناء في لحظة صعبة تعيشها المنطقة ، وأنهم ينيرون من جديد طريق الشعوب العربية التي لا يزال بعضها يعيش التمزق والضياع ، وأنهم برغم آلام ومصاعب السنوات الأخيرة يواصلون مسيرتهم لنحت مستقبل أفضل لأبنائهم ووأد سنوات التسلط وتزييف إرادتهم دون رجعة.. إن الرهان الأكبر لانتخابات يوم غد هو المشاركة الواسعة والكبيرة، ونحن ننتظر من التونسيين أن يقدموا للعالم من جديد مفاجأة جميلة.. وشعاع أمل ..وحين يصوت التونسيون غدا بأعداد كبيرة وبكل حرية وبلا ضغوطات أو إملاءات أو إغراءات، فإنهم لا يقررون مصيرهم بأيديهم فحسب إنما يخطون ملحمة جديدة يمكن لبقية الشعوب التي تعيش تجربة شبيهة بتجربة بلادنا أن تستلهم منها وتقتدي بها.. إن نجاح انتخابات يوم غد يكمن بشكل رئيسي في المشاركة الواسعة للتونسيين في الاقتراع وإقبالهم على التصويت وتحكيم ضمائرهم وقناعاتهم في من سيختارونهم لتمثيلهم في البرلمان المقبل ..وتحكيم التونسيين لضمائرهم واختيارهم الحر هو خير صفعة لكل من حاول إغراءهم وشراء أصواتهم والمتجارة بمآسيهم وبآلامهم .. أن النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع وعلى أهميتها ومهما كانت طبيعتها ليست الأهمّ في هذا الظرف الذي تعيشه البلاد... إن أهم ما في النتائج هي أن تعبر بصدق عن إرادة الشعب، وأن تكون انعكاسا لخيارات هذا الشعب.. وليس من حق أي كان أن يقيم اختيار شعب أو يصفه على أنه اختيار خاطئ، ما دام هذا الاختيار قد تم عن قناعة وفي كنف الحرية والشفافية والنزاهة وبعيدا عن اية تأثيرات خارجة عن إرادة الناخبين.. غدا سيكون التونسيون على موعد جديد مع التاريخ .. وغدا لا يجب أن يعلو على صوت كلمة الشعب وإرادته أي صوت .. فإلى صناديق الاقتراع .. وكل عام والشعب التونسي بكل خير .. وكل عام وتونس تقطع خطوات جديدة نحو غد أفضل.