تونس (الشروق): ولد الفنان التشكيلي الكبير الهادي التركي في 15 مارس 1922 بالمدينة العتيقة بتونس العاصمة وعُرف منذ صغره بشغفه بالرسم. ولتطوير موهبته وميولاته الفنيّة درس الرسم بأكاديمية روما للفنون الجميلة على أيدي كبار الرسامين العالميين وتأثر في حياته الفنية بالفنان الأمريكي جاكسون بولوك. ودرّس «عم الهادي» في تونس بالمدرسة الوطنية للفنون التشكيلية واشتهر بالوفاء للفن التجريدي وتنوّع استعمال الأدوات في إبداعاته ورسومه مما أهّله ليكون أحد أبرز الرموز الفنية من خلال إثرائه للمدونة الفنية بأكثر من 1000 لوحة متنوعة المقاييس والمواضيع والألوان وتجمع بين الأصالة والحداثة المُرّصعة بالرّوح التونسية الخالصة. وبرغم شهرته الواسعة في المحافل الفنية الدولية وعضويته في عديد الاتحادات والجمعيات الوطنية والعربية والدولية وحيازته على أوسمة وتكريمات متنوعة بالداخل والخارج فقد ظل الهادي التركي طيلة حياته وفيّا لانتمائه الوطني ومتميّزا بالتواضع الاجتماعي وبمسيرة فنية رائدة تفوح بعبير خصاله الإنسانية الأصيلة التي وظفها للعطاء والإشعاع الفني. هذا وقد كان الراحل الهادي التركي هامة من أعلام الفن التشكيلي ولقي في حياته حضوة وتبجيلا بالوسط الفني والحب والتقدير والتكريم لدى عامة التونسيين لقاء مكارم وفضائل تواضعه وأخلاقه. وتوفي الفنان الهادي التركي يوم 31 مارس 2019 عن سن تناهز 97 سنة ونظمت له جنازة مهيبة تليق بعطاءاته وحضوته لدى التونسيين بمختلف أجيالهم العمرية إلى جانب زملائه الفنانين.