داهمت نوبة قلبية حادة رياض السنباطي زادها سوء الربو المصاب ...تم استدعاء طبيبه الخاص فقام بإسعافه بالأوكسجين وظل الى جانبه طوال اليوم وسرى النبأ وتوجس الناس خيفة...وغدا بيته كخلية نحل اذ لم يتوقف رنين الهاتف الذي ما كاد يتوقف حتى يستأنف رنينه وكانت النهاية المنتظرة عندما أسلم رياض السنباطي الروح الى باريها وهكذا انطفا النغم الذي اسعد الملايين بين دموع زوجته ونحيب أصدقائه. ثم اظلمت القاهرة بعد اعلان النبأ رسميا. في صومعته، التي كانت ملاذه الوحيد، كان عوده يرقد حزينا وعلى طاولته استرخت نظارته التي امتعت طويلا حياة عينيه، وشمخ في الوقت نفسه عملان هامان كان يرجع اليهما بين الحين والأخر هما...اوبرا «مجنون ليلى» الشعرية، واوبرا «امير الاندلس» النثرية لأحمد شوقي. لقد انتهت العزلة التي فرضها على نفسه في هذه الصومعة الى الابد. الخميس 10 سبتمبر 1981,كان خبر وفاته قد ملا القاهرة بالحزن والكآبة... تقاطرت جموع غفيرة من محبي فنه الى جامع «عمر مكرم»للمشاركة في الصلاة على جثمانه وتشييعه. انه رياض السنباطي الذي صاغ للتاريخ مدرسة موسيقية فريدة ويحفظ له التاريخ في هذا المجال انه وجد في المقدمة الموسيقية مجالا خصبا لخياله الإبداعي وأول مقدمة موسيقية نوعا ما كانت في مقدمة مونولوغ «غاب بدري». وأعطى السنباطي بعد «غاب بدري» عددا من المقدمات الموسيقية الانيقة والقوية ظهرت كلها في فيلم « نشيد الامل»سنة 1936هي «قضيت حياتي» و»نشيد الجامعة» وطقطوقة «افرح يا قلبي» التي انتقل بها الى افاق جديدة وخلصها من براثن المجون احتضن رياض السنباطي القصائد في الحانه لتظهر فيها روحا جديدة في الاغنية العربية تميزت بالأصالة والجدية والتجديد ونالت إعجاب المستمع العربي في كل مكان، هنا أصبح رياض ملحنا كبيرا بحق وشتان بين هما قدمه في هذه القصائد وما قدمه قبل ذلك، وقد أضاف شعر شوقي بعدا جديدا هو الجمهور العربي خارج مصر الذى تعلق بالقصيدة العربية، ولا ننسى هنا أن الأفق العربي كان قد ارتاده محمد عبد الوهاب ملحنا ومطربا بقصائد شوقي وغيره، والتنافس بين قمتي الغناء عبد الوهاب وأم كلثوم يحتم عليهما ارتياد نفس الساحات والميادين، ولا شك أن نتيجة هذا التنافس كانت في صالح الفن عموما. انتهى