تربع رياض السنباطي في 1961على عرش الاغنية الكلاسيكية وغدا سيد الملحنين دون منازع، فقدم لها « ثورة الشك» للشاعر الأمير عبد الله الفيصل ال سعود.. فلا غرابة ان يصبح الشارع يردد ألحانه بحب والانظار تتطلع الى كل جديد يقدمه من وراء كل صوت وبخاصة صوت ام كلثوم ... وينقضي العام 1961ورياض السنباطي في قمة مجده وعطائه .وعبد الوهاب قلق على عرشه وعبد الحليم حافظ يصعد درجات المجد والشهرة وفريد الأطرش مسترخ على عرشه السينمائي وعلى حفلات شم النسيم التي اصبح سيدها المطلق وكمال الطويل يعتزل الموسيقى بعد روائعه الى لعبة التجارة والموجي وبليغ حمدي يشرقان بما اعطيا على الساحة الفنية ووردة الجزائرية تطل بحذر على الحياة الموسيقية وشهرزاد ونجاة وفائزة احمد يتوجسن منها ومحمد عبد الوهاب يخطط ليضعه عبدالحليم حافظ في حلق فريد الأطرش كي يغص به وفريد يحارب بفنه كل الجهات خوفا على مصيره من إقليمية الفنانين المتعصبين وام كلثوم تنمو بفنها وتدفع الى السنباطي بمونولوغ احمد رامي الجديد « حيرت قلبي معاك» ليزهو على لحني بليغ حمدي « ظلمنا الحب» و» انساك» وكان ذلك في سنة 1961 قبل ان تخيم على سماء الجمهورية العربية المتحدة سحابة الانفصال السوداء التي ضربت الوحدة في سبتمبر 1961، وكان جوان 1967 شهر الحزن العربي في اعقاب العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن . ومن غمار الياس الذي استولى على النفوس، انبثق امل التقطته اذن المستمع العربي من وراء صوت ام كلثوم الهادر ولحن السنباطي الغاضب « راجعين لقوة السلاح» ...كان هذا اللحن هو الوحيد تقريبا التي افرزته نكسة جوان 1967ومع انبثاقه زغردت على الهضاب الفلسطينية لأول مرة منذ قيام إسرائيل الحان أخرى شدا بها هذه المرة رصاص الثورة ورجال المقاومة الفلسطينية الذين بدوا عملياتهم العسكرية خلف خطوط العدو الصهيوني لترتفع المعنويات المنهارة ولتبدأ معها حرب الاستنزاف الطويلة. السنباطي والأغنية القصيرة لم تكن الاغنية القصيرة هاجس السنباطي ومع ذلك لحن لشهرزاد «ضي القمر» ومونولوغ «ساعة واحدة» ولنازك قصيد « ليته يعرف المللا»ولسعاد محمد» نداء الليل «وقصيد «حنان النشوة». وهز الحنين السنباطي الى الغناء الذي ابتعد عنه طويلا فخرج على المعجبين ب»اشواق» و»اين حبي» وفي ذات الوقت ظهرت « انت عمري « التي راى فيها عبد الوهاب نصرا فنيا عل السنباطي. يتبع