تونس الشروق: الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها لها، على ما يبدو، أثر واضح على حملة التشريعية على ارض الواقع وايضا في الفايسبوك فالكل يحلل نتائج سبر الاراء بعضهم مستاء وبعضهم فرح وبعضهم لم يخف شماتته ويتفق جميعهم حول الخوف من التشريعية وضرورة تغيير التكتيك. نتائج الرئاسية التي افرزت إزاحة «السيستام» وانتخاب استاذ جامعي أمام خسارة رئيس الحكومة ورئيس البرلمان ووزير الدفاع أدت إلى تخوف الأحزاب من نتائج مماثلة في التشريعية ومنحت الثقة للمستقلين في الحصول على مكان في البرلمان. ردود أفعال حول الرئاسية منذ الإعلان عن نتائج سبر آراء الزرقوني تم تداول صور قيس سعيد المترشح الفائز بكثافة وخاصة الصورة التي تعبر عن فرحته الشديدة بالفوز وهو يحمل العلم وكذلك الصورة التي كان يجلس فيها على طاولة بسيطة وصورة اخرى مرفوقا بزوجته وهما مقبلان على التصويت واختلفت ردود الأفعال تجاه شخصه منهم من يتحدث عن ارتياح شديد لاختيار سعيد لأنه في نظرهم رجل مستقل وصادق ونظيف اليد وفي المقابل هناك تخوفات على تونس بفوز سعيد او نبيل القروي لأنّ الأول في نظرهم من الاتجاه الإسلامي وله علاقة بحزب مصنف ارهابيا والثاني هو سجين بتهم خطيرة. وارتفع منسوب التساؤل حول الدور الثاني للرئاسية واجراء سبر اراء بين رواد الفايسبوك من سيصل الى قرطاج في الدور الثاني والسيناريوهات الممكنة في حال بقي القروي في السجن والأكثر تداولا ايضا عبر صفحات الفايسبوك ان مترشحين للرئاسية سوف يعملون على دعم المترشح نبيل القروي لتقوية حظوظه على منافسه قيس سعيد . عدم اهتمام تقدم الانتخابات الرئاسية على التشريعية بسبب موت الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي قلل من الاهتمام بها لدى الراي العام وحال دون العمل عليها بكثافة من قبل المعنيين بها وزادت نتائج الرئاسية في حجم الفتور لدى الكثيرين حتى ان البعض تساءلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لماذا نجري انتخابات تشريعية ومالجدوى من ذلك فلم لا يواصل الزرقوني اجراء سبر اراء ويتم الاعلان عن نتائجه في قناة الحوار وبعدها الاحزاب الفائزة تدخل البرلمان وبذلك نربح الوقت والاموال الطائلة التي تصرفها هيئة الانتخابات. تغيير التكتيك يوسف الشاهد الذي كان من ابرز المترشحين لرئاسة الجمهورية خرج للعموم بعد هزيمته مؤكدا على ضرورة العمل والاستعداد للانتخابات التشريعية وتوحيد الديمقراطيين في هذا المجال وكذلك كوادر حزبه اطلقوا نداءات على حسابهم الخاص على الفايسبوك بضرورة العمل لنجاح حزبهم في التشريعية على خلفية أهمية البرلمان في نظام الحكم في تونس. فيما الاحزاب الاخرى لم نسمع لها صوتا ولم نر لها أثرا عبر صفحات التواصل الاجتماعي في حملة التشريعية ربما هول الصدمة جعلهم يلزمون الصمت ويفضلون عدم الظهور ليبحثوا عن تكتيك جديد للانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها يوم 6 أكتوبر القادم. وبعض القائمات المستقلة تتحرك وتقوم بحملتها في العاصمة والجهات وقامت بجولات والتقت بالمواطنين وعلقت المطويات وعبر البعض عن ارتياحهم لنتائج الانتخابات الرئاسية التي كانت منصفة للشعب ودليل على الموت السريري للأحزاب السياسية التي غرقت في مشاكلها الداخلية وفي التناحر والتنابز بالألقاب عوض تقديم برامج فيما بعض الموالين للاحزاب أكدوا في تدويناتهم على ضرورة الاستفادة من اخطائهم والاستعداد الجيد للتشريعية.