من بين المفاجآت التي حملتها الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية كان العدد الكبير للمترشحين الذين تحصلوا على نسبة صفر فاصل، فأي مصير سياسي لهؤلاء؟ تونس(الشروق) تحصل أربعة عشرة مترشحا للانتخابات الرئاسية في دورتها الاولى على نسبة صفر فاصل وهو رقم قياسي غير مسبوق خاصة وان عددا منهم تقف وراءهم احزاب وتحالفات عريقة لها تجربة سياسية امتدت لعقود. وكانت تلك الحصيلة من بين مفاجآت هاته الانتخابات حيث انه والى جانب مفاجاة الفائزين في الدور الأول وخاصة تحصل مستقل على المرتبة الاولى فان نزول كل من حمة الهمامي والهاشمي الحامدي والياس الفخفاخ وسعيد العايدي وعبيد البريكي ومنجي الرحوي وسلمى اللومي الى ذلك الرقم كان مؤشرا مهما. كل من ذكرناهم لهم أحزاب الى جانب كل من محسن مرزوق وسليم الرياحي اللذان تفادى كل منهما تلك المرتبة وان حصل عليها باعلان الانسحاب لفائدة مرشح آخر وقد انضم لمرتبة الصفر فاصل عدد من المستقلين وهم كل من ناجي جلول وحمادي الجبالي وعمر منصور ومحمد الصغير النوري وحاتم بولبيار. لقد كانت المفاجأة الأكبر والتي همشت بسبب المفاجاة في اعلى الترتيب في حين ان أسفل الترتيب يستحق الدرس اليوم أكثر فقد اعلن انهيار اليسار بشكل غير مسبوق منذ سنة 2011 وعدم قدرة كل مرشحيه على تجميع 3 بالمائة فيما بينهم. وبالعودة الى انتخابات 2014 تتاكد تلك القراءة حيث ان حمة الهمامي الذي ترشح سنة 2014 تحصل على 7.82 بالمائة وصوت له 255529 ناخبا وفي هذا الاستحقاق تحصل على 0.69 بالمائة وصوت له 23252 ناخبا وبالطبع فان المقارنة لا تجوز حيث لم يتحصل حتى على ما وراء الصفر في انتخابات 2014. وبالنسبة للتيار الشعبوي فقد خسر أيضا بشكل كبير اليوم وهو ممثل في الهاشمي الحامدي الذي تحصل في 2014 على نسبة 5.75 صوت له 187923 في حين تحصل في الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها على ما وراء الفاصل فقط في انتخابات 2014 اي 0.75 فقد صوت له 25284 ناخبا. ولم تغب العائلة الوسطية عن اسفل الترتيب بل ان أغلب المرشحين في مراتب دون الصفر فاصل ونجد بينهم سلمى اللومي ب 0.15 بالمائة وسعيد العايدي ب 0.30 بالمائة وناجي جلول ب 0.21 بالمائة وعمر منصور ب 0.30 بالمائة والمنسحبان من السباق محسن مرزوق ب 0.22 بالمائة وسليم الرياحي ب 0.13 بالمائة. هذا ونشير الى ان من تحصلوا على اقل من ثلاثة بالمائة التي توجب التمويل العمومي هما كل من محمد المنصف المرزوقي بنسبة 2.97 بالمائة والمهدي جمعة بنسبة 1.82 بالمائة. ربما ليس من حقنا ان ندعو هؤلاء الى الاعتزال مثلما دعاهم البعض على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في منابر اعلامية لكن الاكيد هو انه عليهم ان يراجعوا ممارستهم للعمل السياسي ورؤيتهم لما يقدمونه في هذا المجال وما تسبب فعلا في اخفاقهم الى هذا الحد. الأحزاب المعنية تيار المحبة حزب الجبهة الشعبية ائتلاف الجبهة الشعبية حزب التكتل من اجل العمل والحريات حزب الأمل بني وطني حزب تونس الى الأمام