أكد قادمون الى العاصمة العراقية من مدينة اللطيفية (20 كيلومترا جنوب بغداد) تصاعد أعمال المقاومة واتساع نشاطها هناك خلال الأيام الماضية رغم حملة الملاحقات والاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال الامريكي بمساعدة قوات الحكومة المعينة في المنطقة التي أرعبت الامريكان وعملاءهم. وقال جبر رحيم العبيدي القاطن في ناحية الاسكندرية القريبة من اللطيفية ان المنطقة اصبحت ساحة حرب حقيقية وان الناس ينتابهم القلق والرعب عندما يمرون بهذا الطريق الذي يعتبر الوحيد الواصل بين العاصمة بغداد ومدن وسط العراق مثل النجف وكربلاء وبابل، وذلك لتوقع حصول مواجهة مسلحة في أية لحظة بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال او قوافل سيارات مسؤولي الحكومة المنصبة المارة من هناك. ونقلت صحيفة «القدس العربي» الصادرة في لندن عن مسافر تأكيده أنه شاهد في طريق القدوم الى بغداد حطام عشرات السيارات الحكومية وناقلات الوقود مدمرة ومحترقة ومنتشرة على طول الطريق الممتد من جنوب العاصمة بغداد الى مفترق الحصوة بين الاسكندرية واللطيفية والحلة. ولاحظ العبيدي كذلك عشرات الحفر التي أحدثتها الالغام والعبوات الناسفة على جوانب الطريق. وأشار المصدر نفسه الى اغلاق طريق المرور السريع الممتد من البصرة الى الحدود الغربية للعراق والمار بالقرب من اللطيفية وأصبح استخدامه مقتصرا على الدوريات والقوافل التي تنقل المعدات والوقود لقوات الاحتلال التي لم تسلم من هجمات المقاومة رغم ذلك. وأكد العبيدي أن المنطقة الممتدة من المحمودية ثم اللطيفية فالحصوة والاسكندرية أصبحت خارج سيطرة الحكومة المؤقتة ولا وجود لمراكز الشرطة فيها بعد تفجير مراكز الاسكندرية والحصوة واغلاقها في وقت سابق، ولم يبق سوى مركز اللطيفية الذي يتعرض لهجومات مستمرة وقد حاولت قوات الاحتلال الامريكي أمس اقتحام منطقتي اللطيفية واليوسفية لكن المقاومة العراقية تصدت للمحاولة وأوقعت خسائر في صفوف جيش الاحتلال. وحسب المصدر نفسه فقد أصبحت المقاومة تدير المنطقة بعيدا عن سلطة الحكومة حيث منع عناصر المقاومة بيع الخمور في الشوارع وطاردوا العراقيين الذين يتعاونون مع قوات الاحتلال كالمترجمين والمقاولين. وأكد محسن الجنابي الذي يسكن منطقة الحصوة من جهته ان للمقاومة أساليب رصد ومراقبة دقيقة تمكنها من معرفة كل من يسلك هذا الطريق ولديها امكانيات جيدة كالسيارات الحديثة ووسائل التفجير عن بعد وأجهزة اتصالات حديثة تيسر الهجوم على أهدافها بعدة أساليب وطرق يتم بعدها الاختفاء بسرعة دون أن تترك أي أثر. واعتبر الجنابي أنه لا يمكن ايقاف عمليات المقاومة في هذه المنطقة ومناطق اخرى في المدى القريب من خلال حملات المداهمات والاعتقالات وشن الغارات لان المقاومة العراقية تعتمد أسلوب الضرب والاختفاء ولا تستقر في مكان واحد لمدة طويلة. وترتبط منطقة اللطيفية بالفلوجة بطريق تسيطر عليه المقاومة مما يساعد عناصر المقاومة على التواصل والتنقل بحرية أكبر وقد انعكس ذلك على عملها الذي يزداد دقة وتنظيما يوما بعد يوم. وأشار الجنابي الى أن قوات الاحتلال الامريكي تسعى الى استمالة شيوخ العشائر في المنطقة لمساعدتها في محاربة المقاومة مقابل تقديم الدعم المادي والوعود بالحصول على امتيازات حكومية لكنها لم تنجح كثيرا في تحقيق غايتها على ما يبدو.