ذاع اسم اللطيفية كاحدى المدن التي تتركّز فيها عمليات المقاومة في العراق بقوّة وفاعلية كبيرة بفضل العمليات المتنوّعة ضد دوريات قوّات الاحتلال والقوات الحكومية المارّة بالمنطقة التي تعتبر الطريق الرئيسي الرابط بين بغداد ومناطق وسط العراق والتي تحوّلت الى مكان يثير الرعب لدى قوات الاحتلال والمتعاونين معها. وتبعد اللطيفية نحو 25 كيلومترا عن بغداد وهي قريبة من طريق المرور السريع الذي يمتد من البصرة في الجنوب الى الحدود السورية والاردنية كما أنها ترتبط بشارع فرعي مع مدينة الفلوجة. مدينة الرعب وتمكنت منطقة اللطيفية ذات البيوت القديمة والشوارع الضيّقة من فرض اسمها على وكالات الانباء المحلية والعالمية كمكان يثير الرعب لدى دوريات قوات الاحتلال والشرطة والحرس الوطني العراقي والاجانب المارّين بها. وتحدّث المعلّم محمود الجنابي من أهالي المنطقة لصحيفة «القدس العربي» اللندنية أن اللطيفية كانت قبل الحرب مجرّد قرية كبيرة هادئة ليس لها اهمية كبيرة ينشغل اهلها بالزراعة وبعض المهن كالتجارة، الا ان وقوع العراق تحت الاحتلال ومرور قوات الاحتلال بها في الطريق الى بغداد وقربها من الخط السريع الذي يعتبر الشريان الرئيسي لامدادات قوات الاحتلال جعلها هدفا لنشاطات المقاومة بكافة فصائلها. وتعتبر بساتين النخل الكثيفة المنتشرة قرب الطريق ملاذا ممتازا لعناصر المقاومة التي تكون قريبة من الدوريات والأرتال فتفاجئها وخاصة ليلا حيث يتمكن رجال المقاومة من القيام بالهجمات والانسحاب بسرعة قبل وصول الدعم لتلك القوات. وأضاف الجنابي ان المنطقة تعتبر تحت سيطرة المقاومة بشكل كامل وهي منطقة غير آمنة لا لدوريات قوات الاحتلال فحسب بل ان عناصر الشرطة والحرس الوطني العراقي يتجنّبون هذه المنطقة لمعرفتهم بفاعلية المقاومة فيها وهم يختبئون في دوائرهم التي غالبا ما تكون عرضة للقصف المتكرّر. عمليات نوعية وأشار الحاج جبار عبد الله صاحب محل في المدينة الى تطوّر اساليب المقاومة في المنطقة حيث قرّرت قوات الاحتلال الامريكي بعد اشتداد الهجمات على دورياتها وقوافلها أثناء مرورها من هناك التركيز على الطريق السريع وسكة الحديد لانهما اكثر امنا من الشوارع المارة باللطيفية والمحمودية. وفي المقابل عمدت المقاومة الى اتباع ا سلوب جديد مثل نسف عدّة جسور ومنها جسر الاسكندرية والجسر القريب من الحلة مما تسبّب في توقّف حركة القطارات بين بغداد والمنطقة الجنوبية عدّة مرات. وزرعت المقاومة عبوات ناسفة في الانابيب المارّة تحت الطريق السريع في عدّة مواقع وأدى ذلك الى تحطيم اجزاء من ذلك الطريق. وأضاف المصدر نفسه ان الحكومة العراقية المعينة حاولت فرض سيطرتها على المدينة باقامة نقطة للحرس الوطني وأقامت له تحصينات من الجدران الخرسانية والأسلاك الشائكة الا ان النقطة تعرضت الى العديد من الهجمات والقصف مما دفع الحكومة الى إلغاء تلك النقطة وسحب الحرس منها رغم الحاح الشرطة في المدينة على ابقائها لمساعدتها في صد الهجمات المستمرة عليها.