أصدرت الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي والبصري أمس تقريرها النهائي حول التغطية الإعلامية للحملة الإنتخابية السابقة لأوانها الدور الأول وأفضت عملية الرصد الى تسجيل أكثر التجاوزات في التلفزات مقارنة بالإذاعات في حين كانت أعلى خطاياها 100 الف دينار وهي متعلقة أساسا بالإشهار السياسي تونس الشروق وعقدت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري صباح امس بالعاصمة ندوة صحفية حضرها الإعلام الوطني و الأجنبي و اعضاء الهيئة و رئيسها النوري اللجمي الذي شدد على اهمية دور الاعلام باعتباره شريكا فاعلا في تكريس المسار الديمقراطي و ترسيخ هذا المبدأ من اجل إنجاح المسيرة التي ترتكز على ضمان احترام الإطار القانوني و توفير نفس الحظوظ للمترشحين من النفاذ الى وسائل الاعلام حسب تعبير اللجمي الذي اكد انه قد تم رصد عدة خروقات و تم تسجيل 17 مخالفة اي ما يساوي جل المخالفات المسجلة في انتخابات 2014 في دورتيها و تتعلق هذه الخروقات اساسا بالإشهار السياسي و انحياز بعض الاعلاميين الى بعض المترشحين وهو ما يتخالف مع اخلاقيات المهنة على حد تصريح رئيس الهيئة . الحوار التونسي اكثر المتجاوزين وأقر تقرير رصد التغطية الاعلامية للحملة الانتخابية الرئاسية السابقة لأوانها في الدور الأول في الفترة الممتدة بين 2 و 13 سبتمبر الجاري ان المخالفات كانت بالجملة و سجلت اغلبها على القنوات التلفزية و بأقل درجة على القنوات الإذاعية ، و حددت فترة الرصد ب6 ساعات للتلفزات و 6 ساعات للاذاعات و شملت عينة الرصد 8 قنوات تلفزية و 8 قنوات اذاعية و تمثلت هذه الخروقات في الإشهار السياسي لمترشحين للانتخابات الرئاسية و الدعاية المضادة و بث نتائج سبر الآراء و التعليق عليها و خرق الصمت الانتخابي جاء ذلك اساسا خلال البرامج الحوارية و النشرات و المواجيز. و تعد قناة التاسعة من اكثر القنوات التي اعطت حيزا زمنيا للبث المخصص للمترشحين و غير المترشحين في القنوات التلفزية في حين جاءت القناة الوطنية الأولى في آخر الترتيب و تصدرت اذاعة اكسبراس اف ام نتائج هذا الرصد. و في القنوات التلفزية تمتع 6 مترشحين من مجموع 27 مترشحا بأكثر تغطية اعلامية وهم على التوالي كل من صافي سعيد و عبد الفتاح مورو و ناجي جلول و حاتم بولبيار و عبد الكريم الزبيدي و يوسف الشاهد و في القنوات الأذاعية شملت التغطية الإعلامية لأنشطة الحملة الإنتخابية كل من محمد عبو و محمد الهاشمي الحامدي و حمة الهمامي و مهدي جمعة و محسن مرزوق بحيز زمني اجمالي يعادل 4 ساعات لكل منهم كما خصص للمترشح قيس سعيد حيزا زمنيا إجماليا لا يتجاوز الساعة و النصف في كل الإذاعات وهو ما يفضي حسب التقرير الى عدم احترام مبدأ التوازن بين المترشحين في جل هذه الوسائل الاعلامية مع تحسن في الإذاعة الوطنية و الوطنية الأولى. نفس التقرير اكد ايضا ان افضل نسبة مؤشرات احترام اخلاقيات المهنة الصحفية سجلت في القنوات الاذاعية التي تعد اكثر موضوعية من التلفزات لكن بتفاوت. الإعلام العمومي يتفوق على الإعلام الخاص و في رصدها لتغطية الحملة الإنتخبية على الوطنية الاولى جاء في تقرير الهيئة ان هذه القناة حققت مبدأ التوازن في تغطية النشرة الإخبارية لأنشطة مختلف المترشحين كما حققت ايضا احترام المناظرات التلفزية لمبدأ المساواة في حين سجلت قناة الحوار التونسي اتساع الفارق الكبير في تغطية مختلف المترشحين في البرامج الْحوارية و حظي مترشحون بأفضلية في النفاذ الى برامج هذه القناة و بانحياز الى بعضهم ، اما قناة التاسعة فقد فشلت في تحقيق التوازن بين المترشحين حسب تقرير الهيئة و نفس الشيء بالنسبة لقرطاج + و فيما يتعلق بتغطية الإذاعات سجل رصد الهيئة توازنا و مساواة بين المترشحين على الإذاعة الوطنية و نفس الشيء تقريبا بالنسبة لإذاعة الكاف كما تضمن الرصد ايضا احتراما كاملا لمبدأ المساواة في الحضور في شمس اف ام و بشكل مقبول في مجمله على موجات اذاعة جوهرة ، اما على اذاعة موزاييك اف ام فقد تم تسجيل فارق زمني حوالي 11 دقيقة بين بعض المترشحين في حين لم تمنح الكلمة لعدد منهم كما جاء في تقرير الهايكا. و عن حجم الخطايا المسلطة على الخارقين للقانون الانتخابي فهي كالآتي : الأشهار السياسي بين 10 الاف دينار و 100 الف دينار، خرق الصمت الإنتخابي انطلاقا من 3000 دينار ،والتعليق على سبر الآراء بداية من 10 الاف دينار. إعطاء نبيل القروي الفرصة مثل منافسه اكدت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري انها قد راسلت قاضي التحقيق المتعهد بقضية المترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها نبيل القروي المسجون على ذمة التحقيق لإعطائه الفرصة في اللقاءات الإعلامية مثله مثل منافسه قيس سعيد وذلك في اطار تفعيل مبدإ المساواة وتكافؤ الفرص بين المترشحين.