شارك خبراء ماليون من تونس والبنك الدولي امس في ورشة لتبادل الافكار ، بشان اعداد دليل لاصدار السندات الخضراء في تونس خاصة وان هذه السندات باتت اداة تمويل عالمية منذ 10 سنوات. وأضافت هيئة السوق المالية التي تنظم التظاهرة بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية مجموعة البنك الدولي وعبر دعم من الحكومة الكندية والبنك المجري «اكزيم بنك» ان هذه الورشة تكتسي أهمية كبرى وتدل على الالتزام بالتمويل الاخضر واشارت الهئية الى ان مسؤولين ماليين تونسيين يتقدمهم وزير المالية رضا شلغوم ، سيشاركون الى جانب خبراء البنك الدولي وعديد المؤسسات المالية الدولية في هذه الورشة وتشير بيانات نشرها البنك البنك الدولي الى قيامه منذ سنة 2008 بتجميع أكثر من 13 مليار دولار من خلال ما يقرب من 150 سندا أخضر بعشرين عملة لمستثمرين ومؤسسات استثمارية حول العالم. وبلغ عدد المشاريع التي استحقت التمويل عبر سندات خضراء بحلول 2018 ، زهاء 91 مشروعا وتعهدات بإجمالي 15,4 مليار دولار وقد خصصت منها 8,5 مليار دولار لدعم المشاريع في 28 بلدا، و لا تزال 6,8 مليار دولار أخرى في طريقها للصرف. وشكلت مشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة والنقل النظيف ، بحلول سنة 2018 ، وفق تقرير للبنك حول السندات الخضراء أكبر القطاعات في حافظة المشاريع المستحقة للسندات الخضراء ومثلت ما يقرب من 69 بالمائة من التزامات السندات الخضراء. وللاشارة فان السندات الخضراء هي هو صكوك استدانة تصدر للحصول على أموال مخصصة لتمويل مشاريع متصلة بالمناخ أو البيئة، بحسب البنك الدولي. والاستخدام المحدد للأموال التي تتم الحصول عليها لمساندة تمويل مشاريع معينة هو الذي يميز السندات الخضراء عن السندات التقليدية، حيث يقيّم المستثمرون الأهداف البيئية المحددة للمشاريع التي تهدف السندات إلى مساندتها، وفقا للبنك ومن أهمها مشاريع الطاقات المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة والإدارة المستدامة للنفايات والاستخدام المستدام للأراضي والنقل النظيف والإدارة المستدامة للمياه والتكيف مع تغير المناخ والمدن الجديدة. ووفقا لدراسة للبنك الدولي يتم تسعير السندات الخضراء بمستويات قريبة جدا من السندات التقليدية، حيث يتحدد سعر العائد وفقا لظروف السوق وقت الإصدار مثل أي سند آخر. ويشترط في السندات الخضراء على المستثمرين ان لا يبدون أي استعداد للتخلي عن العائدات أو دفع تكاليف إضافية مقابل الجانب البيئي للسند وما يتصل به من تقارير. ومن مزايا السندات الخضراء عن الأخرى التقليدية، أنها تتيح لمصدريها الوصول إلى مستثمرين جدد وهو ما يجعل هؤلاء المصدرين أقل اعتمادا على أسواق معينة كما تجتذب هذه السندات مستثمرين من القطاع الذي يركز على الاستثمارات المستدامة والمسؤولة مجتمعيا والمستثمرين الذين يجعلون المعايير البيئية والاجتماعية وتلك المتصلة بالحوكمة جزءا من تحليلهم الاستثماري. كما تساعد السندات الخضراء أيضا على زيادة الوعي بالبرامج البيئية للمصدرين، حيث يؤكد البنك الدولي أن السندات الخضراء اثبتت انها أداة فاعلة في زيادة الوعي، وفتح حوار موسع مع المستثمرين حول المشاريع التي تساعد على التصدي لتحدي تغير المناخ وغيره من التحديات البيئية.