حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في افتتاح أعمال الجمعية العامة الأممية، من احتمال اندلاع حرب في منطقة الخليج لن يستطيع العالم تحمل تداعياتها. واشنطن (وكالات) وقال غوتيريش، في كلمة ألقاها امس الثلاثاء خلال افتتاح أعمال الدورة ال 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة: «نشاهد حاليا احتمالا مقلقا لاندلاع نزاع مسلح في منطقة الخليج لا يستطيع العالم تحمل تداعياته». ووصف الأمين العام للأمم المتحدة الهجوم الذي استهدف منشأتين حيويتين لشركة «أرامكو»، في وقت سابق من سبتمبر، بغير المقبول على الإطلاق، فيما أعرب عن أمله في الحفاظ على التقدم الذي تم إحرازه في مجال منع انتشار الأسلحة النووية بفضل خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي. وأشار غوتيريش في كلمة إلى دائرة واسعة من النزاعات والخلافات في العالم، وقال: «في ظل احتمال تسبب أي إساءة صغيرة في التقدير إلى اندلاع مواجهة كبرى، يجب علينا أن نفعل كل شيء ممكن لتحقيق الالتزام بالعقلانية وضبط النفس». وانطلقت أعمال الدورة ال 74 للجمعية العامة الأممية، امس الثلاثاء، تزامنا مع توتر كبير في منطقة الخليج بين إيران من جهة والولاياتالمتحدة وحلفائها، خاصة السعودية والكيان الصهيوني، من جهة أخرى. من جهته صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن الولاياتالمتحدة لا تسعى إلى نزاع مع أحد، لكنه تعهد بحماية مصالحها مهما كان الأمر، معتبرا أن بلاده في موقف قوي تجاه إيران. وقال ترامب، في تصريح صحفي أدلى به امس قبيل انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: «الولاياتالمتحدة لا تسعى إلى نزاع مع أي دولة أخرى، نريد السلام والتعاون والمنفعة المتبادلة مع الجميع. لكنني لن أفشل أبدا في حماية المصالح الأمريكية». وأشار ترامب إلى أن بلاده «في موقف قوي جدا تجاه إيران»، مضيفا: «أعتقد أنهم يريدون فعل شيء وهذا سيكون تصرفا ذكيا من قبلهم». وفي خطوة عمقت الخلافات بين الطرفين، أعلن الرئيس الأمريكي، في 8 ماي الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، التي فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات اقتصادية موجعة عليها، متهمة إياها بالسعي للحصول على سلاح نووي ودعم الإرهاب في المنطقة، فيما وصفت السلطات الإيرانية هذه الاتهامات بالباطلة، معتبرة أنها تمثل انتهاكا للقانون الدولي. وزاد التصعيد في الأيام الأخيرة بعد أن تعرضت السعودية، يوم 14 سبتمبر الجاري، لهجوم استهدف منشأتين حيويتين لشركة «أرامكو» النفطية أسفر عن وقف المملكة أكثر من 50 % من إنتاجها النفطي، واتهمت واشنطن والرياض السلطات الإيرانية بالوقوف وراء هذه العملية. وأعربت إيران عن رفضها القاطع للاتهامات الموجهة إليها من قبل زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالوقوف وراء الهجوم على «أرامكو» السعودية، معتبرة هذا الادعاء خطوة استفزازية ومضرة. وشددت الخارجية الايرانية في بيان امس على أن اتهام إيران بأنها المسؤولة عن الهجوم، الذي استهدف شركة «أرامكو»، يمثل «خطوة استفزازية ومضرة إلى حد كبير»، مضيفة: «تأتي مزاعم الدول الأوروبية ضد طهران قبل إجراء أي تحقيقات وبدون أي أدلة وبراهين، وتستند إلى حجج مثيرة للسخرية مفادها أنه لا يوجد أي توضيح ممكن آخر».