أفادت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية بأن السعودية، على خلفية الهجوم على شركة "أرامكو"، تنوي الدعوة لإنشاء تحالف دولي ضد إيران أثناء الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة. القدسالمحتلة (وكالات) وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته امس الأحد إلى أن السعودية، بعد الهجوم غير المسبوق الذي استهدف معملين ل"أرامكو" وأسفر عن توقف نصف صادراتها النفطية، تضغط على حلفائها والمجتمع الدولي عموما بغية تنسيق رد مشترك ضد إيران التي تعتبرها مسؤولة عن الاعتداء. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومحللين وسعوديين مقربين من الحكومة قولهم إن القيادة السعودية تأمل في أن تتيح لها الجمعية العامة، التي تنطلق أعمال دورتها ال74 الثلاثاء المقبل في نيويورك، فرصة لتقديم رؤيتها بشأن تحميل إيران المسؤولية عن الهجوم والمطالبة بتشكيل تحالف دولي جديد ضد طهران. غير أن السعودية قد تواجه مشاكل محسوسة في هذا السبيل، حيث أبدى المجتمع الدولي على خلفية التطورات الأخيرة بوضوح عدم رغبته بخوض حرب ضد إيران. وأشارت "تايمز" إلى أن "موجة خوف" اجتاحت دول الخليج على خلفية الهجوم الذي أظهر، لأول مرة منذ عقود، ضعف السعودية، رغم إنفاقها مليارات الدولارات على ميزانيتها الدفاعية، ولم يخفف قرار واشنطن إرسال قوات دفاعية إضافية إلى السعودية والإمارات من حدة هذه المخاوف. وذكر دبلوماسي غربي مختص بشؤون إيران والمنطقة للصحيفة أنه لم ير استعدادا من قبل حلفاء السعودية لتحمل التزامات على خلفية هجوم "أرامكو"، قائلا: "يبعث (الهجوم) برسالة مفادها أنه بإمكانك المشاركة في عدوان غير مسبوق ضد حليف للولايات المتحدة، وأمريكا لن ترد". وكنت السعودية قد أكدت أنها ستعتبر الهجوم على شركة "أرامكو"، حال ثبوت انطلاقه من الأراضي الإيرانية، عمل حرب من قبل الجمهورية الإسلامية، مشددة مع ذلك على سعيها لتفادي النزاع معها. من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه ليس على قناعة بأن الجمهورية الإسلامية بإمكانها تفادي اندلاع حرب جديدة ضدها في المنطقة. وقال ظريف، في مقابلة مع قناة "سي بي سي" الأمريكية اول امس:" لا، ليست لدي قناعة بأننا نستطيع أن نتجنب الحرب، لكنني مقتنع بأننا لسنا من سيبدأ الحرب. وأنا على قناعة بأنه مهما كان من سيبدأ الحرب فإنه ليس من سينهيها".وأوضح وزير الخارجية الإيراني أنه يقصد بهذا الكلام أن الحرب إذا بدأت لن تكون محدودة النطاق. وذكر ظريف أن منح الإدارة الأمريكية تأشيرتي دخول له وللرئيس الإيراني حسن روحاني لحضور الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ليس مؤشرا على رغبة واشنطن في التفاوض، لافتا إلى أن هذا القرار ينجم عن المسؤوليات التي تتحملها الولاياتالمتحدة كالدولة المستضيفة لمقر المنظمة العالمية. وتعليقا على قرار الإدارة الأمريكية نشر قوات إضافية في السعودية ردا على الهجوم الأخير على شركة "أرامكو"، قال ظريف إن "هذه المواقف المتباهية لن تساعد (في تخفيف التوتر)، وما سيساعد هو إنهاء الحرب اليمنية"، معربا عن قناعته بأن "الولاياتالمتحدة تتبع نهجا خاطئا تماما إزاء هذه المسألة". وكانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، الرئيس دونالد ترامب، قد حذّرت من توجيه ضربات عسكرية إلى إيران ردا على هجوم "أرامكو"، مبدية قناعتها بأن واشنطن ليست مسؤولة عن حماية السعودية. وفي مقابلة مع "الإذاعة العامة الوطنية" الأمريكية ، ردت الديمقراطية بيلوسي، الجمعة الماضي، على سؤال عما إذا يجب على واشنطن طرح خيارات عسكرية ضد إيران على الطاولة، بعد الهجوم الذي استهدف قبل أسبوع معملين لشركة "أرامكو" السعودية، قائلة: "لا، إطلاقا. لا أعتقد أننا نتحمل أي مسؤولية عن حماية السعودية والدفاع عنها. هل هناك أي اتفاقية تنص على ذلك؟". ولفتت رئيسة مجلس النواب إلى أن "ترامب ليس مخولا بشن حرب على إيران ردا على هجوم "أرامكو" دون موافقة الكونغرس"، موضحة أن الصلاحيات الرئاسية تسمح باتخاذ مثل هذه القرارات دون التشاور مع المشرعين عندما تتعرض الولاياتالمتحدة لهجوم من الخارج، لا السعودية.