الحاضرون والمجتمعون من النقابيين في ساحة محمد علي تفاجؤوا يوم الأربعاء بنزول المترشح للانتخابات الرئاسية من سيارته متجها الى مكتب الأمين نورالدين الطبوبي. تونس (الشروق) كانت سيارة قيس سعيّد مرفوقة بسيارة الأمن السوداء التي تحرسه قبل صعوده الى الطابق الاول لمقابلة الأمين العام نورالدين الطبوبي. وتحدث قيس سعيّد بلطف كبير مع بعض النقابيين الحاضرين ومع أعوان الاستقبال في الاتحاد. وقال لهم حرفيا إنه شرف له أن يأتي الى الاتحاد. لقاء اللقاء بين الطبوبي وقيس سعيّد كان الأطول الذي يجمع الأمين العام مع مترشح للانتخابات الرئاسية. ودام ساعة ونصفا. ثم انه تم على انفراد بين الرجلين عكس اللقاءات التي تمت مع المترشحين في الدور الاول والتي حضرها أعضاء من المكتب التنفيذي الوطني. اللقاء تم بطلب مباشر من قيس سعيّد الذي عبر عن رغبته في زيارة الاتحاد العام التونسي للشغل ولقاء الامين العام. وخلال اللقاء المطول تحدث قيس سعيّد عن مواقفه من كل الملفات والقضايا التي تهم وتشغل بال الاتحاد والنقابيين الى جانب القضايا الأخرى التي تشغل بال كل المجتمع التونسي. ولا تخفي مصادرنا أن الامين العام نورالدين الطبوبي وجد تفهما كبيرا لدى المترشح قيس سعيّد من كل تلك الملفات والقضايا. أدرك المترشح قيس سعيّد انه لا يمكن في كل الأحوال لأي مترشح للانتخابات الرئاسية تجاوز الاتحاد العام التونسي للشغل القوة الاجتماعية الأكبر في البلاد وخزان الناخبين الكبير وصاحب الدور السياسي المهم في كل مراحل تاريخ تونس. وعلى امتداد تاريخ دولة الاستقلال كانت أنظار قصر قرطاج متجهة بقوة نحو ساحة محمد علي ونحو قيادته النقابية. المراقبون اعتبروا ان المترشح قيس سعيد اختزل الكثير من الخطوات واختصرها حين زار الاتحاد والتقى الامين العام نورالدين الطبوبي ووفر على نفسه الكثير من الجهد لتوضيح موقفه من قضايا وملفات ساخنة تهم الاتحاد والنقابيين في المقام الاول. وتؤكد المصادر ان قيس سعيّد نجح في إذابة جبل كبير من الجليد واختار توقيتا مهما للغاية ووفّق في ذلك. موقف موقف الاتحاد من المترشحين للانتخابات الرئاسية بعد لقاء قيس سعيّد ظل ثابتا وهو ان الاتحاد وقيادته سيتعاملان مع من ينتخبه الشعب حكومة ورئيسا وان تعاملهما مع من ستفرزه الانتخابات يخضع لثوابت تقوم على المصلحة الوطنية والدفاع بقوة عن حقوق العمال والأجراء واحترام القانون وارادة الشعب. رغم الحزام الكبير المحيط بالمترشح قيس سعيد ورغم شعبيته بعد الدور الاول الا انه يحتاج الى ان يكون في علاقة جيدة مع الاتحاد ومع قيادته. فالاتحاد يبقى الشريك الأهم والتفاهم معه يحقق التوازن المطلوب. أيام قليلة تفصلنا عن انتخاب رئيس الجمهورية الجديد لتونس في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن تغيرات جذرية وعميقة في المشهد السياسي.