تونس (الشروق) افتتح امس الاربعاء في العاصمة الاردنية عمّان معرض الفنان التشكيلي مرادالحرباوي وهو تتويج للاقامة الفنية التي منحت له في متحف هندية للفن المعاصر منذ اواخر الشهر الماضي. ويتواصل المعرض مدة نصف شهر. الاقامة الفنية في متحف هندية للفن المعاصر وهو من اهم الفضاءات الثقافيةفي الشرق الاوسط بدا الاعداد لها منذ عامين حسب ما اكده الفنان مرادالحرباوي ل" الشروق" اذ دعاه المستثمر الثقافي الاردني سالم هندية الى الاقامة في المتحف لانجاز معرض في عمّان وبسبب التزامات الحرباوي تم تاجيل الاقامة الى هذه الفترة وكل الاعمال المعروضة تم انجازها في متحف هندية. في هذا المعرض يقدم الحرباوي تجربة جديدة وهي لوحات كبيرة الحجم اصغرها حجما 50\50 في حين تصل اكبرها الى 320\320 وهناك احجام اخرى منها 100\100و130\130 و260\180 و100\100و100\80 الخ... وحافظ الحرباوي على اسلوبه الذي عرف به في استغلال فضاء اللوحة وتوزيع الالوان فكانت لوحاته في نفس المسار التشكيلي الذي عرف به تترواح بين الواقعي والتجريدي فترى وجوها واجسادا خلف الالوان التي يغلب عليهاالازرق والاصفر والاحمر فكانت لوحاته طافحة بالحركة وتلك هي روح مرادالحرباوي المسكون بفرح طفولي بالالوان تذكرنا اعمال مراد الحرباوي دائما بالمعلمين الكبار مثل عمار دبش وشلتوت ومحمود السهيلي والحبيب بوعبانة ونجيب بلخوجة فليس الحرباوي الا عرفا من هذه الشجرة الكبيرة من الرسامين الذين انشقوا عن مدرسة تونس وكسرواالقالب التقليدي للوحة الاقرب الى الفولكلور لتتحول اللوحة وكانها عرس من الالوان والكتابة البصرية الضاجة بالحركة والاجساد والوجوه بيروت المعرض يتضمن حوالي عشرين لوحة من الحجم الكبير وكان وزير الثقافةمحمد زين العابدين زار متحف هندية واطلع على المجموعة التشكيلية المتوفرةفي المتحف ومنها بعض اعمال مراد الحرباوي الذي اصبح من الاسماءالتونسية المعروفة في المشرق العربي بعد معارضه المتتالية في اوروبا وخاصةفرنسا واسبانيا. وبعد هذا المعرض سينتقل في فترة لاحقة مراد الحرباوي الى بيروت في تجربةجديدة ويذكر ان مراد الحرباوي من الرسامين العصاميين المتفرغين للفن التشكيلي وقد عانى من حصار "الدكاترة" الذين يسيطرون على المشهدالتشكيلي في تونس والحرباوي من القلائل الذين نجحوا في افتكاك مكان من خارج خريجي المعاهد العليا للفنون الجميلة والحرف الفنية.