الفنان التشكيلي محمد فنينة من الطاقات الشابة التي يسكنها هاجس المشاركة في الرقي بالإبداع في البلاد لكنه لا تجد الدعم الكافي وهو لا يخفي انزعاجه من ذلك ويتوقع أن تكون الأمور مختلفة مستقبلا مع التغيير الجذري الذي شهدته البلاد خاصة على المستوى السياسي. التقينا به بمناسبة اعداده للمعرض الذي يقيمه بدار الثقافة بن خلدون بالعاصمة انطلاقا من يوم 3 نوفمبر 2011 ليتواصل الى غاية 13من نفس الشهر فكان الحديث التالي الذي حاولنا فيه مزيد التعريف بالفنان وبمشاغله ومقترحاته الإبداعية.
ماذا تقول لمن لا يعرف محمد فنينة؟
محمد فنينة فنان تشكيلي متخرج من معهد الفنون الجميلة بالعاصمة اختصاص رسم تشكيلي. حاليا أتمتع بالعضوية في اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين عضو في جمعية فرنسية تونسية» كونفليونس» (confléance)، ورئيس الجمعية التونسية للتربية الفنية بنابل. أول معرض شخصي اقمته في «البلماريوم «بالعاصمة سنة2001 واول معرض جماعي شاركت فيه انتظم في قمرت سنة2001. كما شاركت في العديد من المعارض الاوروبية..
سنة 2009 كانت حافلة بالانتاجات والمشاركة في المعارض الاوروبية لو تحدثنا عن هذه التجربة؟
في إطار تعاون ثقافي بين تونس وفرنسا شاركت في معرض مدينة ليموج(Limoge) الفرنسية لينتقل المعرض الى ثلاث مدن أخرى بعد أن لاقى استحسانا كبيرا من الزائرين. ثم استدعيت الى معرض جماعي عالمي في كاليفورنيا وكنت آنذاك العربي الوحيد رفقة رسامة لبنانية. ثم احتضنت العديد من الفضاءات نفس المعرض في عشر ولايات أمريكية. مع العلم أن مضمون اللوحات التي شاركت بها كانت تجسد رقصة الدراويش بالمعنى الصوفي (الكِنية باللغة التركية) وهي صورة ملهمة أساسا من آثار الصوفي الكبير جلال الدين الرومي.. في نفس السنة انتقلت الى جدة السعودية للمشاركة في المهرجان الاول للاعمال الصغيرة بستة أعمال فوتوغرافية بعد اقتراح من الفنان علي عيسى الذي يحظى بعلاقات متينة مع الفنانين العرب ليتحول المعرض في مرحلة أخرى الى ثلاث عواصم عربية وهي دبي وعمان وبيروت..
ما هي المواضيع المتداولة في أعمالك عامة؟
غالبا ما يكون الموضوع يحمل معاني صوفية أو يتطرق الى الحياة في أعماق البحار أو الى الطبيعة الصامتة. كما أعتمد في هذه الأعمال الحركية المتواصلة وليس الأشكال الصامتة. الى جانب اعتماد مساحات كبيرة ليكون جسد الرسام مشاركا في العملية الابداعية إضافة الى الحركات الحلزونية في الرقص الصوفي والرسم نصف التشخيصي(ما كان يعتمده الرسام الفرنسي من أصول رومانية «جياكو ماتي» (Jiaquo Metti).
ماذا عن التقنيات الموظفة في لوحاتك؟
من بين التقنيات التي أستعملها «الخربشة»(Grattage) ،تقنية اكتشفتها صدفة وهي حديثة جدا تعتمد السكين والآلات الحادة..ثم إني غالبا ما أستعمل الألوان الداكنة في مرحلة اولى وأعمد الى تعريتها وهي عملية اقرب الى تقنية الحصر (Gravure) وفي حضور الضوء تتشكل ذبدبات قوية في اللوحة تتراءى أكثر عند عملية التأمل.
كيف ترى وضع الفن التشكيلي في تونس قبل وبعد الثورة؟
حقيقة وضع لا يحسد عليه ناهيك انه ينقصنا متحفَ فن تشكيلي..ثم إن العديد من الفرص تُتاح الى الرسامين التشكيليين لعرض أعمالهم في معارض دولية دون أن يغنموا بهذه الفرصة القيمة نظرا لغياب التشجيع والدعم المالي خاصة. وهنا أريد ان أوضح للإضافة أن وزارة الثقافة سنويا تخصص قرابة المليار من المليمات لدعم هذا الميدان وتعمد الى اقتناء لوحة بمبلغ يصل الى 25 الف دينار تشجيعا وتعويضا عن المصاريف التي يتكبدها الرسام.. الا ان المستفيد من هذه الأموال عادة ما يكون من الرسامين المشهورين أصحاب الأموال الطائلة في ظل ازدراء الطاقات الشابة المبدعة وهي مسائل نتوقع بعد الأحداث التي شهدتها البلاد أن تتغير وأن تقع إعادة النظر في مسألة الدعم والتشجيع وخاصة في مستوى الكفاءات الشابة.
وكيف يكون الأمر حسب رأيك؟
سأعرض يوم 3 نوفمبر في دار الثقافة ابن خلدون ثم في دار الكتاب، وفي صورة عدم اقتناء وزارة الثقافة هذه المرة لوحة من لوحاتي تشجيعا منها على مواصلة المشوار الفني وتعويضا عن المصاريف، سأقوم باعتصام أندد فيه بتجاهلها للفنان الشاب الذي لا ينقصه لا فكر ولا فلسفة ولا إبداع.