ارتفعت حصيلة قتلى احتجاجات العراق التي انطلقت، الثلاثاء الماضي، إلى 99 معظمهم من المتظاهرين، بينما أصيب نحو 4 آلاف بجروح، وفق ما أعلنت مفوضية حقوق الانسان، أمس. بغداد (وكالات) وتتضمّن حصيلة القتلى 6 عناصر شرطة على الأقل، لقوا حتفهم خلال المواجهات التي اندلعت بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الأمن في بغداد وعدّة مناطق في جنوب البلاد، وفق مصادر طبية وأخرى في الشرطة. وعاودت العاصمة العراقية التقاط أنفاسها، أمس وفتحت المحلات التجارية في العديد من المناطق العراقية أبوابها بعد انتهاء مدة حظر التجوّل الذي فرض الخميس الماضي، لكن شبكة الانترنت ما زالت مقطوعة، بحسب ما أفادت «فرانس برس». وكانت مفوّضية حقوق الإنسان العراقيّة أعلنت منتصف الليلة قبل الماضية مقتل 60 شخصاً خلال أربعة أيام من الاحتجاجات الدامية في البلاد، مشيرةً إلى وجود 18 جثّة على الأقلّ في مستشفى واحد في بغداد، مشيرة إلى أن هذه الحصيلة مرشّحة للارتفاع مع وجود أكثر من 1600 جريح في المستشفيات. في المقابل، حاول رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، تهدئة الأوضاع مساء أول أمس، معلناً رفع حظر التجوّل ابتداء من الساعة الخامسة فجر أمس، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية. كما أشارت إلى أن خلية المتابعة في مكتب رئيس الوزراء «تتواصل مع أطراف مؤثرة في الحراك الجماهيري ببغداد والنجف والديوانية وواسط والسماوة وميسان بهدف حقن الدماء وتلبية المطالب المشروعة». لكن لاحقا قال النائب العراقي أحمد الجبوري إن الاجتماع الذي عقد، أمس، بين رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وممثلين عن المتظاهرين المحتجين لليوم الخامس على التوالي فشل في تحقيق أي تقدم. وأكّد الجبوري، النائب عن جبهة الإصلاح، على حسابه في «تويتر» أن الحلبوسي رفقة خمسة نواب التقى بأكثر من 100 ممثل عن المحتجين داخل مقر مجلس النواب وطلب منهم وقف التظاهر. وحسب النائب، فقد رفض المحتجون ذلك، وطالبوا من جانبهم الحلبوسي بالاستقالة، ما أدى إلى نشوب فوضى في قاعة الاجتماع، ثم خرجوا من مقر المجلس. في غضون ذلك، نشر نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي بيانا صدر عمّا يسمى «اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة الكرامة»، ينفي وجود أي تفاوض بين السلطات والمحتجين، متهما الحكومة بالكذب بهذا الشأن. من جهة أخرى دعت الجامعة العربية، امس، إلى تهدئة في العراق وفتح «حوار حقيقي» يزيل أسباب الاحتجاجات الدامية المتواصلة منذ مطلع الشهر الجاري، والتي خلفت عشرات القتلى وآلاف الجرحى. وقالت الجامعة، في بيان، إنها «تتابع بقلق تطورات الأوضاع في العراق وبشكل خاص حالة التصعيد المصاحبة للتظاهرات التي تشهدها العاصمة بغداد وبعض المدن، منذ الأول من أكتوبر الجاري». وأعربت الجامعة عن «أسفها الشديد لسقوط ضحايا وجرحى في صفوف المتظاهرين وكذلك من قوات الأمن». وقالت إنها «تتطلع إلى قيام الحكومة العراقية بكل ما من شأنه تهدئة الوضع، والبدء الفوري بحوار جدي وحقيقي يفضي إلى إزالة الأسباب التي دعت إلى التظاهر». وأكّدت «الدعم الكامل للعراق في كل ما من شأنه إنهاء حالة التصعيد الحالية، وإحلال السلم والاستقرار في البلاد».