أكّد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن دمشق ستدافع عن الأراضي السورية ولن تقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب، مشيرا إلى أن «من يرتمي بأحضان الأجنبي سيرميه الأجنبي بقرف». دمشق (وكالات) وفي تصريح لصحيفة «الوطن»، امس الثلاثاء، قال المقداد «إنه في حال شنت تركيا أي عدوان على أراضي البلاد، سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال، ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا». وردا على سؤال حول تخلي الولاياتالمتحدة عن الأكراد وبدء الانسحاب من المناطق الحدودية، صرح المقداد بأن كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأسعار سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، ونحن حذرنا في الكثير من المرات من هذه المؤامرات على الوطن وعلى الشعب السوري، وقلنا إن من يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيدا عنه وهذا ما حصل». وأضاف: «نقول لهؤلاء بأنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا». من جهته قال مسؤول كردي سوري، امس الثلاثاء، إن السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا ربما تبدأ محادثات مع دمشق وموسكو، لملء أي فراغ أمني إذا ما انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من منطقة الحدود مع تركيا. وأضاف بدران جيا كرد، وهو مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، لوكالة «رويترز»، أنه إذا أخلت الولاياتالمتحدة المنطقة وخاصة منطقة الحدود فإن السلطات بقيادة الأكراد ستضطر حتما لبحث كل الخيارات المتاحة. وقال إن السلطات الكردية ربما تجري محادثات مع دمشق أو مع الجانب الروسي في هذه الحالة لسد الفراغ أو التصدي للهجوم التركي، وقد تعقد اجتماعات واتصالات في حال حدوث فراغ. وبدأت الولاياتالمتحدة سحب قواتها اول امس من الشريط الحدودي مع تركيا شمالي سوريا، بعد ساعات من منح الرئيس دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان الضوء الأخضر لشن هجوم لطالما لوّح به ضد المقاتلين الأكراد. وبدت هذه الخطوة بمثابة تحول بارز في السياسة الأمريكية وتخليا ملحوظا عن المقاتلين الأكراد، الذين شكلوا حليفا رئيسيا لها في محاربة تنظيم «داعش». وأعلنت وزارة الدفاع التركية، امس «استكمال» الاستعدادات لشن الهجوم، وسط ورود إشارات متناقضة من الولاياتالمتحدة بشأن ما إذا كان ترامب يسمح بالهجوم. وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن بلاده لم تتخل عن الأكراد رغم الانسحاب من شمال شرق سوريا، مهددا بأن أي عملية عسكرية غير مبررة ضدهم من قبل تركيا ستؤدي إلى تدمير اقتصادها. وقال ترامب، في تغريدتين نشرهما امس: «يمكننا بدء عملية الانسحاب من سوريا، إلا أننا لم نتخل عن الأكراد بأي شكل من الأشكال، الذين يمثلون شعبا خاصا ومقاتلين ممتازين». وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي يُشكل الأكراد عمودها الفقري، على نحو 30 في المئة من مساحة سوريا، بعدما شكلت قوة رئيسية في قتال تنظيم «داعش» الإرهابي. ولم تثمر مفاوضات سابقة بين الأكراد ودمشق، مع إصرار دمشق على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع الصراع في 2011، وتمسّك الأكراد بإدارتهم الذاتية ومؤسساتها المدنية والعسكرية.