قال جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي إن الولاياتالمتحدة ستجعل انسحابها من سوريا مرهونا بتطمينات تركية بشأن سلامة الأكراد وإنها ترغب أيضا في إجراءات لحماية القوات الأمريكية أثناء الانسحاب. واشنطن (وكالات) وأضاف بولتون في تصريحات للصحفيين خلال زيارة للكيان الصهيوني أن الرئيس الأمريكي دونالد ترومب «يريد تدمير خلافة داعش» في إشارة إلى مقاتلي تنظيم «داعش» في سوريا الذين تركز الهجمات الأمريكية عليهم. وأكد بولتون أن موقف الرئيس دونالد ترومب يتلخص في أنه لا يمكن لتركيا قتل الأكراد وأن الانسحاب الأمريكي من سوريا لن يتم بدون اتفاق مع أنقرة لحمايتهم. ووصل بولتون في وقت سابق من أمس إلى الكيان الصهيوني لبحث القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بالانسحاب من سوريا. وفي 19 ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترومب بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وعودتها إلى الولاياتالمتحدة، دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا. من جهته أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترومب أنه لم يصرح أبدا بأن عملية سحب قوات بلاده من سوريا ستكون بوتيرة سريعة، وفقا لوكالة «رويترز». وقال ترومب للصحفيين امس الأحد: «سوف نسحب قواتنا لم أقل أبدا إن ذلك سيحدث على وجه السرعة»، مضيفا أن الوجود العسكري الأمريكي في هذا البلد «لعب دورا هائلا». وأعلن الرئيس الأمريكي، في ديسمبر الماضي، الانتصار على «داعش» في سوريا وبدء سحب قوات بلاده من هناك. وفي وقت لاحق، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، بأن ترومب وافق على تمديد فترة انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا إلى 4 أشهر. وتسببت الخلافات داخل الإدارة الأمريكية بشأن مسألة سحب القوات باستقالة وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس والمبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بريت ماكغورك. من جهة أخرى قال القيادي الكردي البارز في قوات سوريا الديمقراطية، ريدور خليل، إنه «لا مفر من توصل الإدارة الذاتية الكردية إلى حل مع الحكومة السورية، لأن مناطقها جزء من سوريا». وأشار خليل إلى مفاوضات مستمرة مع دمشق، للتوصل إلى صيغة نهائية لإدارة شؤون مدينة منبج، مضيفا أنه يمكن تعميم تجربة منبج على باقي المناطق شرق الفرات، وذكر القيادي الكردي، أن دخول جيش النظام إلى الحدود الشمالية مع تركيا، ليس مستبعدا. ويأتي التقارب الكردي مع دمشق، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترومب، قراره بسحب قوات بلاده من سوريا، وخشية الأكراد من استغلال تركيا ذلك لشن هجوم على المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية في شمال سوريا. فيما أكدت قوات سوريا الديمقراطية، التي تتألف بشكل أساسي من وحدات الحماية الكردية مع فصائل عربية، أن هناك بوادر إيجابية، في المحادثات مع دمشق، قد تسمح بنشر الجيش السوري على الحدود مع تركيا. وذكرت مصادر كردية، إن أي اتفاق محتمل، قد ينص على تسليم الحدود الشمالية لدمشق وبقاء المسلحين الأكراد في مناطقِهم مع إمكانية انضمامهم للجيش السوري. في وقت تتمسك دمشق باستعادة السيطرة على كافة الأراضي السورية.