وَسط أجواء طيّبة يُواصل المنتخب استعداداته للمُقابلة الودية التي تنتظره يوم السّبت القادم أمام الكامرون. هذا اللّقاء سيحتضنه ملعب رادس بداية من السادسة مساءً بعد أن كان مُبرمجا في الساعة السابعة والربع. وجاء هذا التحوير بطلب من الجهات الأمنية ويبدو هذا الإجراء منطقيا خاصّة إذا عرفنا أن مقابلة تونس والكامرون تأتي عشيّة الدّور الثاني للانتخابات الرئاسية وهوما يُضاعف حجم الاحتياطات. من القائد؟ يُرشّح عامل الأقدمية اللاعبينْ أيمن عبد النور ويوسف المساكني لحمل شارة القيادة وهي مسؤولية ثقيلة ومن المفروض أن ينالها العُنصر الأمثل أداءً وسُلوكًا. وتُفيد الأنباء القادمة من محيط الفريق الوطني أن المسؤولين عادوا إلى الأرشيف للتثبّت من هوية العنصر الأقدم خاصّة أن عبد النُور والمساكني التحقا بالمنتخب في الفترة نفسها تقريبا (2009 / 2010). ويُحاول القائمون على شؤون المنتخب الحسم في ملف شارة القيادة في صَمت تامّ تفاديا للمَشاكل التي كان قد عرفها الفريق على هَامش الكأس الافريقية الأخيرة في مصر. وقد شهدت كواليس المنتخب آنذاك ضجّة كبيرة بسبب تَنازع الخزري والمساكني على شارة القيادة. هذا المطلوب في سياق مُتّصل بموضوع شارة القيادة نشير إلى أن المنتخب أظهر أنه قادر على مُعالجة الملف بطريقة راقية وبعيدا عن المشاكل الجانبية. وقد وقفنا على هذه الحقيقة على هامش اللقاء الأخير لمنتخب المحليين أمام ليبيا حيث تنازل معز بن شريفية عن شارة القيادة لزميله شمس الدين الذوادي. هذه اللّقطة على بساطتها نالت اعجاب المُتابعين وأكدت العلاقات القوية بين عناصرنا الدولية وقدرتها على الترفّع عن الزّعامات الفَارغة. ونتمنّى أن يدرك عبد النور والمساكني أوغيرهما من القادة المُحتملين للمنتخب أن شارة القيادة لا معنى لها ما لم يكن صاحبها مِثالا يُحتذى في الأداء والسلوك والقدرة على دفع المجموعة نحو الانتصار. ديلان برون والدرس الكبير رغم أن تعزيز المنتخب «واجب ومش مزية» فإن ما فعله مُحترفنا في بلجيكا ديلان برون يستحق الإشادة. فقد أصرّ اللاعب على الالتحاق بصفوف المنتخب رغم الأوجاع التي كان قد اشتكى منها بسبب الاصابة التي تعرّض لها مع فريقه البلجيكي «لاغنتواز». وقد كان بوسع برون أن يتعلّل بهذه الأوجاع لتخلّف عن معسكر المنتخب خاصّة أن الأمر يتعلّق بلقاء ودي كما أن ظاهرة «التقاعس» عن أداء الواجب تُجاه المنتخب أصبحت من العادات المُتعارف عليها ويكفي التذكير بالمَسرحيات الشهيرة للمساكني والخزري. ومن الواضح أن برون رفض الانتساب إلى قائمة «المُتقاعسين» واختار القدوم إلى تونس تاركا قرار مُشاركته في لقاء الكامرون للإطار الفني والطبيب. وهذا السُلوك لا يُمكن إلا أن نشيد به لأنه يعكس احترام اللاعب للمنتخب والجمهور التونسي. بقي أن نشير إلى أن بعض الأطراف قد تُضيف على كلامنا رأيا آخر يستحق المُناقشة وهو اصرار برون على الحضور للدفاع عن مكانه في المنطقة الخلفية خاصّة أن رجوع عبد النور من شأنه أن يجعل ثنائي المحور برون ومرياح تحت التهديد. في انتظار التأكيد من الناحية التنظيمية، ستعقد اليوم الجهات الأمنية اجتماعا تَنسيقيا مع مُمثّلي الجامعة لضبط عدد الجماهير المسموح لها بحضور لقاء تونس والكامرون. ولم تتّضح الرؤية أيضا بخصوص امكانية منح الضوء الأخضر لدخول الجماهير بصفة مجانية كما حصل في بعض المباريات السابقة. وعلى الأرجح أن تفتح الجامعة أبواب رادس لإستقبال شق من الجماهير بصفة مجانية خاصة في ظل العزوف الكبير على مباريات المنتخب لأسباب يطول شرحها. تحكيم جزائري والبعثة الكامرونية في الموعد تقرّر تكليف الحكم الجزائري نبيل بوخالفة بإدارة المباراة الودية بين تونس والكامرون التي وصلت بعثتها يوم أمس الأوّل. ويضمّ الوفد الكامروني 23 لاعبا يقودهم المدرب البرتغالي «أنتونيو كونسيساو داسيلفا» الذي عوّض الهولندي «كلارنس سيدورف» بعد أن اكتفى الفريق الكامروني ببلوغ الدور ثمن النهائي في «كَان» مصر 2019. الجَدير بالذّكر أيضا أن الكامرون تستعدّ لإحتضان «كان» 2021 بعد أن خسرت ملف تنظيم النهائيات الفارطة نتيجة عدم جَاهزيتها على مستوى البِنية التحية. برنامج المنتخب 12 أكتوبر في رادس (س18): تونس - الكامرون (الحكم الجزائري نبيل بوخالفة)