افاق الوسط الثقافي في تونس والعالم العربي صباح امس الخميس على فاجعة الموت التي اختارت هذه المرة ان تخطف المبدع السينمائي والتليفزيوني المخرج شوقي الماجري وهوفي أوج العطاء ... رحل الماجري فجأة وفي صمت مخلفا وراءه الكثير من الحزن والألم لدى كل من عرفه عن قرب اوعبر اعماله التي ستبقى خالدة في الذاكرة ... تونس (الشروق) خبر فجعت به الساحة الثقافية والسينمائيّة التي مازالت تعيش على وقع صدمة رحيل المنتج نجيب عياد ومن بعده الفنانة منيرة حمدي ومن قبلهما عدد من الفنانين والمبدعين الذين رحلوا تاركين احلامهم وامالهم في وطن افضل وفي حياة اجمل وفي فن اكثر ابداع وحرية دون قيد اوشرط ...هكذا هي حياة المبدع التونسي يعيش حالما متمنيا ويرحل صامتا متألما ... فالراحل شوقي الماجري كان فنانا مبدعا حالما بسينما تونسية لا تعترف بالحدود تشع على العالم وتلقي بظلالها على كل الأوطان ... عاش يخيط المشاريع والأحلام مع عدد من زملائه في تونس لكنه رحل ولم يبلغ تنفيذها لا لشيء وانما لأنه مبدع في بلد لا يعترف فيه بالثقافة والفن والإبداع كما عبر عن ذلك عدد من زملائه وأصدقائه ممن آلمهم رحيله وعاشوا الفاجعة وهم مازالويستحضرون آخر كلماته وآخر رسائله حول السينما التونسية والمشاريع التليفزيونية والفن الجميل والابداع المتواصل ... لكن كان الموت اقرب من ان يعيش حلمه ورحل شوقي الماجري الذي عرف بمملكة النمل وهوالذي أخرج في رمضان الفارط مسلسل «دقيقة صمت»، وغيرها من الأعمال الدرامية على غرار حلاوة الروح (مسلسل سوري 2014) و» أبناء الرشيد» و»أسمهان» و «هدوء نسبي» و" الاجتياح" الذي حصل على جائزة ايمي العالمية كأفضل مسلسل أجنبي ... غادرنا ولم يحقق احلامه طموحاته شوقي الماجري الذي رحل صباح امس باحد المستشفيات المصرية اثر وعكة صحية أصابته منذ ايام نعاه كل من عرفه من إعلاميين وسينمائيين في مصر ولبنان وبكاه أصدقاؤه وأحباؤه في تونس من جمهوره ومن زملائه السينمائيين بكاء الفراق وبكاء الألم على مبدع آخر يفارق الحياة دون ان يعترف بقيمته الفنية والإبداعية ودون ان يحقق آماله وطموحاته هكذا تحدث عنه السينمائي ابراهيم لطيف الذي يقول في تصريحه للشروق " مثلما غادرنا شوقي الماجري غادرنا من قبله نجيب عياد ونجوى سلامة وغيرهم من المبدعين الذين لا نعترف بهم الا بعد وفاتهم ... ماذا قدمنا للمبدعين الكبار ؟! الوزارة تؤبن والمهرجانات تكرم والأصدقاء ينظمون الأربعينيات ... هكذا نحن للأسف ... " يضيف لطيف « نجاحات شوقي الماجري لا يمكن حصرها لكنه لم يجد حظه اعلاميا ... وكان بامكانه ان يعطي الكثير للسينما التونسية لكن للأسف لم يتركوا له الفرصة هوفلتة من فلتات الدهر ولم يتم استغلاله كسينمائي خسرنا عبقري ولا يسعنا اليوم سوى الترحم عليه ...» زميل الراحل قال ايضا ان الماجري مخرج تلفزي لم تعرف الساحة مثله ولديه جمهور يعرفه من خلال الشاشة الصغيرة لكنه ايضا سينمائي كبير حتى ان اعماله التليفزيونية لديها صبغة سينمائية ...ورغم هذه القيمة الفنية الكبيرة التي يتمتع بها الرجل يقول ابراهيم لطيف «سننساه مثل الهادي التركي ونجيب عياد وغيرهما هكذا نحن نؤبن ونبكي ونقيم الأربعينات وننسى ...» في تونس نحطم المبدع ثم نبكيه ولم يخف الممثل والمخرج عاطف بن حسين ألمه من فراق صديقه المخرج شوقي الماجري الذي خصه بهذه الكلمات « خسرنا مبدعا وفنانا لكن ستبقى هذه البلاد مقبرة المبدعين ، شوقي رحل وفي قلبه وفكره الكثير من المشاريع التي لم يتمكن من تنفيذها ... شوقي شخص لطيف لا يعرف الانفعال والتشنج يرى الدنيا سينما فكره مليء بالمشاريع تحدثنا السنة الفارطة عن عمل يتعلق بالسيدة المنوبية وكان حريصا على تنفيذه لكن ... شوقي فنان حساس قلبه لم يعد يتحمل ما يحصل في البلاد وشخصيا متأكد ان نتائج الانتخابات اثرت فيه كثيرا ... شوقي لديه الكثر من الحلول لعدة مشاكل تهم القطاع ... تأثر كثيرا لأنه لم يعمل في التلفزة التونسية قدم لها مشروعا فقدموا له خطة مساعد مخرج ... هكذا نحن في تونس نحطم المبدع ثم نقوم بدفنه ونبكيه وهذا ما حصل وما سيحصل للكثير من المثقفين والفنانين في هذه البلاد ...» وعلى مواقع التواصل الإجتماعي عبر عدد من السينمائيين والإعلاميين والممثلين عن صدمتهم وحزنهم على فراق المبدع شوقي الماجري معتبرين وفاته خسارة كبيرة وقد كتب المخرج محمد علي النهدي «المخرج التونسي والصديق شوقي الماجري في ذمة الله من فاجعة الى اخرى سنة صعبة علينا» رجل مثقف ستبقى ذكراه خالدة شوقي الماجري الذي عرفه ايضا الجمهور المصري من خلال عدة اعمال سينمائية ستبقى في الذاكرة نعاه المنتج المصري صادق الصبّاح وكتب عبر حسابه الخاص على موقع انستغرام «علمت منذ قليل بوفاة الصديق المخرج التونسي الاستاذ شوقي الماجري في المستشفى في القاهرة، رحمه الله واسكنه فسيح جناته، عرفت شوقي الماجري رجل مثقف ذورؤية ترك بصمة في عالم الدراما والسينما، سوف تبقى ذكراك بيننا استاذنا العزيز رحمك الله. تعازينا الحارة لعائلته وأصدقائه».