لماذا يبحث البعض عن التوافق في الوقت الذي يطالب فيه الدستور الحزب الفائز في الانتخابات بالحكم. النهضة هي الحزب الفائز في الانتخابات وقادتها ورموزها يحتفلون بالفوز وبنيل ثقة الشعب لذلك من واجبها أن تحكم. لا نريد ان نضيع وقتنا في النقاش والتحليل حول التوافق وحول التحالفات لمدة خمس سنوات أخرى. الشعب الذي انتخب وصوّت ومنح ثقته يريد أن يرى من انتخبه يحكم ويطبق برنامجه في الحكم. النهضة وكل الأحزاب التي فازت في الانتخابات قدمت للناخبين وللتونسيين برامج كثيرة. الأحزاب التي نجحت في الانتخابات وعدت التونسيين بإرساء قضاء عادل ووعدتنا بأمن جمهوري وبالقضاء على البطالة وتحقيق التنمية في كل الجهات. الحزب الفائز من واجبه ان يتحمّل مسؤولية الحكم ومن واجبه ان يطبق برنامجه الذي قدمه للناخبين. لماذا البحث عن التوافق ليكون بعد ذلك ملاذا للتخلص من المسؤولية والهروب من الفشل. الديمقراطية تقتضي ان يحكم الحزب الذي فاز بالأغلبية... لماذا يخافون الحكم ولماذا يرفضون تطبيق برامجهم ولماذا يتمسّكون بالتوافق. التونسيون جربوا التوافق وتحملوا الفشل والنفاق طيلة خمس سنوات لذلك من المفروض اليوم ان يشكل الحزب الناجح حكومته وينطلق في تطبيق برامجه ويحقق خيارات الشعب وتطلعاته وعلى باقي الأطراف والأحزاب ان تمارس واجبها في المعارضة. نريد ان يتحمل الحزب الفائز في الانتخابات كل مسؤولياته تجاه الشعب وتجاه الدولة التي فقدت في السنوات الماضية هيبتها وقدرتها على بسط نفوذها وعلى حل مشاكل المواطنين. التونسيون ضحوا وتعبوا في الخمس سنوات الماضية، ارتفعت الأسعار وزادت نسبة البطالة وتدهور التعليم وانهارت المستشفيات كما انهار الدينار واليوم الشعب التونسي بحاجة الى من ينقذه وبحاجة الى حاكم ناجح وعادل. دعوهم يحكمون ويطبقون برامجهم التي وعدوا بها الشعب.