توصلت الحكومة السورية والأكراد لاتفاق يقضي بدخول الجيش السوري إلى مدينتي منبج وعين العرب، ونشره على الحدود مع تركيا لمواجهة العملية العسكرية للجيش التركي والفصائل السورية المتحالفة معه. دمشق (وكالات) وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الاتفاق تم بعد اجتماعات بين الإدارة الذاتية الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية وممثلين عن الحكومة السورية في قاعدة حميميم الروسية. وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان تلا الإعلان عن الاتفاق أن انتشار الجيش السوري وخاصة في المناطق الحدودية جاء من خلال التنسيق والتوافق معها ومع قوات سوريا الديمقراطية. وأفادت وكالة «سانا» بأن وحدات من الجيش السوري تحركت مباشرة بعد الاتفاق باتجاه الشمال لمواجهة عملية «نبع السلام» العسكرية التركية، التي تصفها دمشق بأنها عدوان تركي على الأراضي السورية. بدورها أفادت صحيفة «الوطن» السورية، بأن وحدات من الجيش دخلت مدينتي منبج وعين العرب بريف حلب، في حين ذكرت وكالتا «سبوتنيك» و»سانا» أن الجنود السوريين انتشروا في بلدة تل تمر بريف الحسكة. ونقلت «الوطن» امس الاثنين عن مصدر ميداني في ريف منبج قوله إن «الجيش دخل إلى منبج، بعد أن طوق منطقة الساجور وقطع الخط ما بين المسلحين الكرد والإرهابيين التابعين للنظام التركي».وأضاف المصدر: «الدخول تم بعد تنسيق مع قسم من الأكراد الموجودين في المدينتين». ويسيطر الجيش السوري على أجزاء من ريف مدينة منبج الجنوبي في حين تسيطر «قسد» على المدينة وباقي أريافها وعلى مدينة عين العرب. بدوره، قال «المرصد السوري» إن وحدات الجيش السوري تنتشر في بلدة عين عيسى على خط المواجهة مع القوات التركية. ولفت إلى أن الجيش السوري موجود حاليا على بعد نحو 6 كم من الحدود السورية التركية، مشيرا إلى أنه من المرتقب أن يتابع تقدمه باتجاه منطقة رأس العين. من جانبها، ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلا عن مراسلها في الحسكة أن قافلة عسكرية كبيرة من ضباط وعناصر الفوج الخامس هجانة «حرس حدود» في الجيش السوري، انطلقت في الساعات الأولى من فجر امس من مركز الفوج وسط مدينة الحسكة باتجاه المناطق الشمالية من المحافظة ووصلت إلى بلدة تل تمر الواقعة جنوب شرقي مدينة رأس العين الحدودية. وأضافت الوكالة أن انتشار الجيش السوري سيبدأ من بلدة تل تمر ومدينتي الدرباسية ورأس العين شمالي الحسكة، بهدف صد الهجوم التركي ومنعه من التوسع باتجاه هذه المناطق. وأكدت وكالة «سانا» في وقت لاحق من امس نبأ دخول الجيش السوري تل تمر «لمواجهة العدوان التركي وسط ترحيب الأهالي»، ونشرت صورا للحدث. كما رفع العلم السوري على عدد من المؤسسات الحكومية ومنها المدارس في الحسكة والقامشلي، تزامنا مع انتشار الجيش السوري في عدد من البلدات بأرياف الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي والشمالي. وأعلنت مديرية التربية، أنها بدأت بإعادة افتتاح المدارس الحكومية المغلقة من قبل قوات «الأسايش» ومباشرة الكادر الإداري والتعليمي الدوام فيها، تطبيقا للاتفاق بين دمشق و»الوحدات الكردية»، وأولها مدارس في حي غويران بمدينة الحسكة. من جهة أخرى، أفادت صفحات التواصل الاجتماعي ومنها «القامشلي اليوم»، بأنه تم الاتفاق على إعادة افتتاح المدارس المغلقة في عدد من الأحياء ورفع العلم السوري وإعادة التدريس وفق المناهج الحكومية.