على هامش انعقاد الورشة الختامية لمشروع التعاون التونسي الدنماركي تحت عنوان" التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل في قطاع الألبان بباجة " والتي نظمها ديوان تربية الماشية وتوفير المرعي تم التأكيد على أنه ورغم الظروف الصعبة التي مر بها القطاع والتي أثرت سلبا على الانتاجية بعدد من الجهات إلا أن ولاية باجة نجحت دون غيرها من الولايات في الترفيع من إنتاج الحليب خلال الخمس سنوات الأخيرة ( 2014 2019). قطيع ب 380 ألف رأس يحتل قطاع تربية الماشية والأبقار مكانة هامة بالولاية حيث يعتبر عنصرا استراتيجيا في القطاع الفلاحي وذلك لما يمتلكه من إمكانيات قادرة على دعم الإنتاج الفلاحي جهويا ووطنيا ورغم الصعوبات التي مر بها هذا القطاع وخاصة بين سنتي 2011 و 2012 إلا أنه ظل محافظا على مكانته ضمن الدورة الاقتصادية بالجهة . وتشير إحصائيات دائرة الانتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بباجة إلى أن الولاية تعد 60 ألف رأس من الأبقار موزعة بين 23000 مؤصلة و36500 محلي ومهجنة و300 ألف رأس من الأغنام منها 8000 أغنام حلوب في حين يبلغ قطيع الماعز حوالي 20 ألف رأس . مساهمة نشيطة يساهم قطاع الألبان ب 12 % من الإنتاج الوطني وب 10 % من اللحوم الحمراء ويوفر7 % من قيمة الانتاج الفلاحي بالجهة ويبلغ عدد مربي الأبقار بالولاية 12 ألف مربي . ورغم الظروف الصعبة التي مر بها القطاع والتي أثرت سلبا على الانتاجية بعدد من الجهات إلا أن الولاية سجلت زيادة في كميات الحليب المجمعة سنة 2018 بحوالي 5 % مقارنة بسنة 2017 وزيادة ب 14 % سنة 2019 ويعود ذلك إلى تركيز منهجية جديدة في التسيير والتصرف لإنتاج الحليب يراعي البعد البيئي واستغلال نفايات وحدات إنتاج الأجبان وتوليد الطاقة الذاتي . طاقة تجميع عالية يقدر عدد مراكز تجميع الحليب بالولاية 26 مركزا موزعة بين 9 شركات و 3 تعاضديات و 13 خواص وتبلغ طاقة التجميع اليومية بحوالي 264 ألف لتر . وفي إطار تطبيق القرار الوزاري المؤرخ في 31 ماي 2018 المتعلق بالمصادقة على المخطط المديري لمراكز تجميع الحليب الطازج ونقله وعملا بمقتضيات المنشور الوزاري عدد 122 المؤرخ في 21 جوان 2008 ينتظر أن تقوم المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بباجة بالتعاون مع الإدارة الجهوية لديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بإحداث مركز جديد لتجميع الحليب الطازج ونقله بمعتمدية مجاز الباب . حملات تلاقيح مكثفة استهدفت الخطة الجهوية لمراقبة قطيع المواشي والأبقار 280 ألف رأس من الأغنام و20 ألف رأس ماعز قصد تلقيحها ضد عدد من الأمراض المعدية والخطيرة على غرار مرض اللسان الأزرق والجدري أما بالنسبة إلى قطيع الأبقار فمن المتوقع أن تنطلق هذا الشهر حملة للتلقيح ضد الحمى القلاعية والإجهاض المالطي ويقوم ن فريق من الأطباء البياطرة بالقطاعين العمومي والخاص المتحصلين على التوكيل الصحي والبالغ عددهم 22 طبيبا بمهمة تنفيذ روزنامة التلاقيح بكامل معتمديات الولاية . تجربة نموذجية تونسية دنماركية ناجحة مكن مشروع التعاون التونسي الدنماركي والذي انطلق تنفيذه منذ شهر جانفي 2014 إلى غاية شهر جوان 2019 بقيمة 7.6 مليون دينار من إحداث منتدى للألبان بباجة الذي أصبح يمثل حلقة تواصل بين المتدخلين في القطاع من حيث اقتناء معدات مخبريّة لإعادة تشغيل مخبر تحاليل الحليب التابع للإدارة الجهوية لديوان تربية الماشية وتوفير المرعى وإعداد 247 دراسة لمشاريع بهدف تمويلها وفق نمط تمويل خاص وتثبيت 180 موطن شغل وخلق 80 موطن شغل جديد والترفيع في إنتاج حليب ذو جودة عالية على مستوى صغار ومتوسطي المربين ومن تحسين مردودية المستغلات والزيادة في الكميات المجمعة والعمل على تحسين ظروف وطرق حفظ الحليب إضافة إلى إحكام التصرف والتحكم في طرق الجودة والتنسيق بين المتدخلين وبلورة وإرساء نظام معلوماتي مفتوح حول خلاص الحليب حسب الجودة ومتابعة ملفات منحة تجميعه ومساره واحصائيات التجميع على المستوى الجهوي والوطني ووضع برنامج تكوين لفائدة 1500 مربي . واعتبارا لنجاح هذه التجربة النموذجية تم الاتفاق على تعميميها لتشمل ولايات أخرى كجندوبة والكاف وسليانة وبنزرت وتوسيع دائرة مجالات الإنتاج الأخرى على بقية جهات البلاد . غياب للمصانع التحويلية رغم الإنتاج الضخم من الحليب المنتج يوميا ظلت الجهة تفتقد إلى مصانع لتعليب الحليب المعقم أو تجفيفه وفشلت تجربة إحداث مصنعي لإنتاج الحليب المعقم و" الياغرت " بالجهة حيث أغلقت أبوابهما منذ سنوات عديدة ليقتصر عمل أغلب المربين والفلاحين على تصنيع الأجبان التقليدية بالضيعات الفلاحية ويمكن القول وأن قطاع الألبان مازال يفتقر إلى هيكل قادر على تأطير المنتجين وتسهيل حصولهم على قروض لإقامة وحدات صناعية وتشجيع المصنّعين على ترويج المنتوج بالأسواق الداخلية والخارجية.