يمثل قطاع تربية الماشية بولاية الكاف ركيزة أساسية للتنمية بالجهة ويلعب دورا متميزا في الدورة الاقتصادية والاجتماعية ناهيك أنه يوفر أكثر من 70% من حاجيات الولاية من لحوم وألبان ويستقطب عددا هاما من اليد العاملة والناشطة بالقطاع الفلاحي؛ ومع هذا يظل هذا القطاع الهام يعاني من عديد الصعوبات التى مثلت عائقا أمام تطوره وتحسين مردوديته ولعل من أهمها ضرورة تحسين السلالات وإرشاد المربين وإطلاعهم على التقنيات الحديثة المتبعة من قبل الدول المتقدمة والتى لها "باع وذراع" في مجال تربية الماشية الى جانب ضرورة تقريب مجمعات الحليب من المربين لتكون قريبة من مواقع الإنتاج مما يجنبهم مصاريف التنقل ويقلل من التكلفة وفساد المنتوج من الحليب الطازج؛ هذا الى جانب معاناتهم اليومية من صعوبة المسالك الفلاحية التى يصعب المرور منها شتاء وصيفا لرداءة العديد منها. وحسب الأرقام الموثقة لدى دائرة الإنتاج الحيواني يوجد بها ما يقارب من 26 ألف رأس من الأبقار و600 الف رأس من الأغنام و40 ألف رأس من الماعز. و رغم احداث خلال المدة الأخيرة خمسة مراكز جديدة لتجميع الحليب بكل من معتمديات نبر وتاجروين والقصور والكافالغربية لترفع بذلك طاقة تجميع الحليب خلال سنة 2012 بنسبة 30% فان أهل القطاع يرون ذلك غير كاف باعتبار العديد من المربين للأبقار الحلوب بمعتمديات السرس والدهماني وساقية سيدي يوسف والجريصة والقلعة الخصبة يجدون صعوبة في ترويج منتوجهم من الحليب الطازج؛ هذا فضلا عن تشكي غالبية المربين بالولاية من غلاء الأعلاف وفقدانها في كثير من الأحيان وتعمد التجار للمضاربة في السوق السوداء. وقد مثل توقف مصنع الاعلاف بمدينة السرس عن النشاط منذ مدة مشكلة عويصة لهم وهو الذي كان يوفر لمربي الجهة اعلافا ذات قيمة وبأسعار معقولة؛ ورغم هذه الصعوبات فان الجهات المعنية والساهرة على هذا القطاع تسعى جاهدة لتطويره سواء بخوض تجربة تطوير السلالات من اجل تحسين مردودية انتاج الحليب وذلك بتوعية وحث المربين على تربية الابقار الاصيلة وتوفير الاعلاف للقطيع ذات القيمة الغذائية الكاملة والتشجيع على مضاعفة الأراضي المخصصة للأعلاف بما يضمن انتاجا محليا وجهويا يغطي حاجيات الجهة في ظل تزايد الاراضي الفلاحية السقوية التي ستتدعم بانتهاء اشغال انجاز سد سراط وعدة بحيرات جبلية.