فوضى عارمة شهدتها أمس محطة برشلونة بالعاصمة بسبب توقّف حركة سير قطارات الضاحية الجنوبية والخطوط البعيدة قرابة سبع ساعات على مستوى محطة رادس . تونس (الشروق) منذ حوالي الساعة السابعة من صباح امس تعطّلت حركة قطارات الضّاحية الجنوبية والخطوط البعيدة بعد أن عمد عدد من المسافرين غلق السّكة الحديديّة أمام القطار القادم من برج السّدرية على مستوى محطّة رادس احتجاجا على التأخير في مواعيد القطارات والاكتظاظ الذّي منعهم من الركوب مما انجر عنه تعطيل مصالحهم . وقد انطلقت الاحتجاجات في صفوف المواطنين تحديدا بمحطة رادس حين امتنع سائق القطار عن مواصلة السير بسبب عجزه عن غلق أبواب العربات نتيجة حالة الاكتظاظ داخلها. ورفض المسافرون النزول وانتظار القطار الذي يليه ، الامر الذي خلق توترا واحتقانا في صفوف المسافرين الذين عمد البعض منهم الى الاعتداء على السائق وغلق السكة الحديدية. وهو ما نتج عنه شلل كامل لقطارات الضاحية الجنوبية والخطوط البعيدة . هذه الحادثة أثارت استنكارا شديدا في صفوف المسافرين الذين أعياهم تعب انتظار فض هذا الاشكال وتعطلت مصالحهم مما جعلهم يرفعون شعارات تنديد ضد الشركة الوطنية للسكك الحديدية ووزارة النقل محمّلين إياهما المسؤولية الكاملة في تردي خدمات النقل والوضع المزري الذي باتوا يعانون منه يوميا على حد تعبيرهم . وانتقد المحتجون الذين التقتهم «الشروق» بمحطة القطارات ببرشلونة ما وصفوه ب»التراخي «من قبل الشّركة التونسية للسّكك الحديدية في التدخل لحل هذا الاشكال وتعزيز الأسطول وخاصة في وقت الذروة والصرامة في تطبيق القانون ضد المتسبب في هذه الحادثة سواء كان السائق أو المسافرين . وعبر المحتجون عن سخطهم الشديد من حالة التسيب داخل الشركة الوطنية للسكك الحديدية مؤكدين أن ما حصل سببه الأساسي التأخير في مواعيد القطارات بشكل مُلفت للانتباه الامر الذي انجر عنه تجمّع أعداد كبيرة من المسافرين بشكل لا يمكن للقاطرات أن تستوعبه. وبعد مرور ساعات طويلة من الانتظار داخل المحطة قاربت السبع ساعات زاد التوتر في صفوف المسافرين الذين رفعوا شعار « ديقاج» ضد مسؤولي الشركة. وطالبوا باسترجاع ثمن التذاكر التي اقتنوها خاصة منهم أصحاب الخطوط البعيدة الذين قرّروا إلغاء سفراتهم . وبعد جلسة مطوّلة بين الادارة العامة للشركة ورئيس وحدة الخطوط البعيدة والنقابة الاساسية لسواق القطارات بجهة تونس عادت القطارات الى سالف نشاطها وسط تنديد واستنكار من المواطنين . الجامعة تتّهم أكد عضو الجامعة العامة للسكك الحديدية صابر بالسرور في تصريح ل»الشروق» أن تعطّل سير قطارات الضّاحية الجنوبية والخطوط البعيدة سببه امتناع المسافرين عن نزول جزء منهم من القطار وانتظار الذي يليه حتى يتمكن من غلق الأبواب ومواصلة السير. وباعتبار انه سبق أن تعرض الى عقوبة سجنية على اثر سقوط امرأة من القطار فتحمل حينها المسؤولية رفض مواصلة السير والأبواب مفتوحة . وأضاف صابر بالسرور أن هؤلاء المسافرين وهم من التلاميذ وفق تعبيره انهالوا ضربا مبرحا على السائق. و عمدوا الى غلق السكة الحديدية محمّلا المسؤولية في ذلك للادارة العامة للشركة الوطنية للسكك الحديدية التي لم تقم بدورها وفق تعبيره في توعية الحرفاء بخطورة سير القطارات والأبواب مفتوحة مشيرا الى أن العقوبة في صورة حدوث مكروه لأي مسافر يتحملها السائق دون سواه . الشركة توضّح من جهة أخرى أكد الناطق الرسمي باسم الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية حسان ميعادي في تصريح إعلامي أن توقف جولان القطارات على مستوى محطة رادس يعود الى تعطيل غلق الأبواب من قبل التلاميذ مما حال دون تشغيل القطارات مشيرا الى أنه لا يمكن قانونيا تحريك القطارات دون غلق الأبواب.