يشهد قطاع «الكاكوية»، بالوطن القبلي وضعا مزريا، ويحتاج الى إعادة تأطيره بصفة شاملة وإصلاح منظومته، في مختلف عناصرها، بالرغم من أنه يعتبر من القطاعات الفلاحية الواعدة، إذا تم الاعتناء به من طرف وزارة الفلاحة. مكتب نابل (الشروق) هذا القطاع يكتسي أبعاد اقتصادية وفلاحية واجتماعية، منذ بداية القرن الماضي بمعتمديات الهوارية وحمام الغزار وقليبية، حيث يخصص مجموعة من الفلاحين، مساحات موسمية بالأراضي، بين 1000 و1200 هكتارا لهذه الزارعة. وتحتل معتمدية الهوارية المرتبة الأولى، في نشاطها بنسبة 60 % ، غير أن هذه المساحات تقلصت الى النصف، بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج من جراء غلاء مستلزمات هذه الزراعة، التي توفر انتاجا محليا من حبوب «الكاكوية»، بأحسن جودة ونوعية وتتراجع هذه المساحات، من موسم الى آخر، بسبب ضعف المردودية الاقتصادية للفلاحين، وذلك وفقا لما أكده خميس بوعايشة رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بالهوارية في تصريح ل«الشروق» إشكاليات ويعاني قطاع الكاكوية بالوطن القبلي من عديد الإشكاليات التي أثرت سلبا على مردوديته الإنتاجية والاقتصادية على غرار ارتفاع كلفة الإنتاج وأسعار مستلزمات الزراعة من أسمدة وأدوية ويد عاملة ووقود وكهرباء وتكاليف النقل الى جانب منافسة الإنتاج المستورد من الخارج، الذي يباع بأسعار أقل من سعر المنتوج المحلي وجودته أقل إلى جانب مشكل ندرة مياه الري والذي يشهده القطاع بالجهة. الفلاح... يتذمر «الشروق» التقت بعدد من الفلاحين، بمناطق الإنتاج بمعتمدية الهوارية التي تعتبر القطب الأهم لقطاع الكاكوية بالوطن القبلي، وتحدثت معهم حول طبيعة هذا القطاع ووضعه الحالي وإشكالياته، وفي هذا الاطار، افاد الفلاح عبد السلام الذهبي من منطقة زاوية المقايز ان الاضرار التي يلحقها الخنزير الوحشي بمزارع الكاكوية كبيرة، إذ تنتشر الخنازير الوحشية بالمزارع وتقتلع الإنتاج، مما أثار استياء فلاحي الجهة، واقترح محدثنا على الإدارة العامة للغابات التي ينحدر منها الخنزير الوحشي، ضرورة حماية مزارع الكاكوية من الخسائر التي يحدثها هذا الحيوان وذلك بمزيد اتخاذ الإجراءات اللازمة، أوتمكين الفلاحين من منح مالية تعتمد لتوفير الأسيجة، التي يقيمونها بمزارعهم، إلى جانب ضرورة تدخل وزارة الفلاحة في توفير منح خلال فترة توفير الإنتاج لتخفيف عبئ كلفته على الفلاحين. من جهته، طالب الفلاح بمنطقة الشرف محمد الناصري، بضرورة وضع حد لتوريد منتوجات الكاكوية، من بلدان خارجية، مبينا أنها عادة ما تكون بأقل جودة ونوعية من منتوجات الكاكوية المحلية وتباع بسعر اقل، مما يجعلها تنافس المنتوج المحلي وتشهد إقبالا كبيرا عليها لانخفاض أسعارها، وهوما يعود بأضرار فادحة على الفلاحين والمنتجين التونسيين وخاصة منهم بالوطن القبلي. صعوبات... تنتظر الحلول هذا ويشهد القطاع تترديا للمردودية الاقتصادية لفلاحي الوطن القبلي وبذلك تتقلص المساحات، ويشير في هذا السياق محمد الناصري إلى ندرة مياه الري وغلاء كلفة تجهيزات الري المقتصد مع غياب منحة التزوّد بها عند عملية التجديد. كما أشار الفلاح حسين بن نصر من منطقة الشرف من جانبه، إلى أهمية توفير الحوافز المالية للفلاحين، من طرف وزارة الفلاحة لمجابهة متطلبات هذه الزراعة، نظرا لارتفاع كلفة الإنتاج واليد العاملة، وقد يتخلى الفلاح عن هذا النشاط، إذا ما بقي هذا الوضع على حاله، مشيرا الى أن كل فلاحي الجهة يطالبون بضرورة حماية قطاعهم من أضرار الآفات والأمراض الفطرية التي تصيب المزارع وكذلك عبث الخنزير الوحشي بها واتلاف الإنتاج وهوالسبب الرئيسي الذي يلحق بالفلاحين الخسائر الاقتصادية. اما الفلاح محمد القراري أكد على ضرورة البحث عن حل جذري لندرة المياه وملوحة مياه الآبار الذاتية للفلاحين وغلاء تجهيزات الريّ المقتصد، مضيفا أن الفلاحون يطالبون الجهات المسؤولة على هذا القطاع بضرورة تكثيف احتياطات البذور المحلية التي تحتاجها مزارع الكاكوية، التي تعتبر متميّزة في الجودة والنوعية وتوفير الإنتاج مشير أن هذا المجهود يمكن ان تقوم به مؤسسات البحث العلمي الفلاحي في بلادنا .