تجرى عمليات ري غابات القوارص بمناطق انتاجها في الوطن القبلي كل سنة خلال أشهر ماي وجوان وجويلية وأوت وسبتمبر، وتشهد ذروة الري، وتتزود من الآبار السطحية للفلاحين، ولم تعد مجدية نظرا لارتفاع درجة ملوحتها، وكذلك من مشروع قناة مجردة الوطن القبلي منذ أوائل سبعينات القرن الماضي. أنجز هذا المشروع بأمر من الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بغية حماية قطاع القوارص في جهة نابل، وكان له الدور البارز في ري الغابات القديمة، واحداث الغابات الجديدة، وقد وضعت وزارة الفلاحة استراتيجية حول توسيع منطقة الحماية، وذلك من خلال الاحاطة بالغابة القديمة، وأحداث الغابات الجديدة، وتم تنفيذ هذه الخطة منذ بداية السبعينيات، وتطورت المساحات من 7 آلاف هكتار الى 16.500 هكتار، فأصبح معدل الانتاج الجهوي السنوي 260 ألف طن. ومن خلال متابعتنا لنشاط الفلاحين في ري الغابات، خاصة في بني خلادومنزل بوزلفة وسليمان وبوعرقوب، أكد الفلاحون ضرورة وضع منظومة فنية نموذجية، حول الانقطاع المتكرر لمياه الري العمومية، من مشروع قناة مجردة الوطن القبلي، وتنظيم عمليات توزيع الكميات المتوفرة، على الغابات المستفيدة للحفاظ على صحة الأشجار وتوفير حاجياتها من مياه الري حتى الكفاية لضمان الانتاج ونوعيته وسلامته وجودته، ودعم الأشجار في مستوى حجم النتاج وطاقة الانتاجية، فهذا الانقطاع يسهم في تردي صحة الأشجار وضعف انتاجها، وتدهور صحتها: وعن الحلول التي يمكن أن توفر السلامة للغابات والقدرة على توفير النتاج، للنهوض بقطاع القوارص وتحسين أدائه، واقترح فلاحو بني خلاد مثل سعيد الجربي وبن عيسى بريمة ويوسف الجربي والبشير عون الله، وفلاحو منزل بوزلفة مثل رضوان مورية ومحي الدين الطيب والحبيب الجمالي، وفلاحو سليمان كالهاشمي المشاط وفتحي البيرسو وعبد السلام السوقي وفلاحو بوعرقوب مثل محمد المهذبي وزهير السنوسي والحبيب المهذبي التفكير في انجاز مشروع اضافي لمياه مجردة الوطن القبلي يخصص لري الخضروات في مناطق انتاجها بمعتمديات قربة والميدة ومنزل تميم وقليبية وحمام الاغزاز والهوارية. وأشار الفلاحون الى ضرورة تجديد الشبكة الرئيسية لتوزيع مياه قناة مجردة الوطن القبلي نظرا لتقادمها (42 سنة)، ومعالجة أوساخ مياه الري عند عودتها بعد حدوث الانقطاعات، وذلك بوضع مصفاة وظيفية، وللاشارة، تبلغ غابات القوارص في جهة نابل 16.500 هكتار، وتبلغ نسبة استغلال تجهيزات الري المقتصد بالغابات 45% أي أقل من نصف المساحة، ومن ثمة يقترح الفلاحون وضع منظومة خاصة للتزود بها وذلك بتخصيص المزيد من الحوافز، ومعالجة غلاء أسعار المستلزمات الفلاحية، وارتفاع كلفة الانتاجية، ووضع برنامج خاص لمكافحة الذبابة المتوسطية التي تضر بالقوارص.