حتى وان كان ماقام به الشباب هذه الايام مجرد «نفحة» او «تخميرة» او حالة عاطفية او حملات عرضية لن تدوم اكثر من اسبوع فان حالة الوعي التي تفرض ان تكون مواطنا له واجبات قبل الحقوق وان تشارك في الحفاظ على الفضاء العام كما الفضاء الخاص يجب قراءتها ايجابيا اولا لان نظافة المدينة وجماليتها ضمان للراحة النفسية والجسدية وهو ما تحقق في اليومين الماضيين وثانيا لان التونسي اصبح يشعر بان الفضاء العام ملك له وليس ملكا للدولة التي كان في عداء معها ويتولى تنظيف منزله لانه يمتلكه اما الشارع فذلك امر لايعنيه . وثالثا ان استعادة الشعور بحب البلاد والانتماء اليها هو شعور جيد ندعو السياسيين الى ادراك ذلك وخاصة الرئيس الجديد قيس سعيد والتدخل العاجل للتصدي لخطاب الكراهية الذي تردده بعض الألسن وتتداوله بعض التدوينات للاتحاد العام التونسي للشغل ولبعض الاعلاميين. وختاما مثلما نحتاج الى تنظيف الشوارع نحتاج الى تنظيف العقول من الافكار البالية وتطهير القلوب من الحقد والبغضاء لأن تونس تتسع للجميع ولم تعد تحتمل المزيد.