بعد 9 ايام من اطلاق تركيا لعملية عسكرية واسعة ضد الاكراد في شمال سوريا ، تم مساء امس الخميس التوصل الى اتفاق لتعليق الهجمات العسكرية ضد الاكراد وليس وقفها بشكل تام . انقرة (وكالات) صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي، مساء امس الخميس، بأن أنقرة أكدت خلال الاجتماع مع مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي، على وحدة الأراضي السورية مضيفا انه تم التأكيد على تعليق عملية «نبع السلام» العسكرية وليس وقفها بشكل تام. وأفاد مولود تشاووش أوغلو بأن الهدف هو إنشاء منطقة آمنة بطول 44 كلم وبعمق 32 كلم. وفي المقابل أعلن مائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بعد اجتماع ماراتوني مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار في شمال سوريا. واضاف في مؤتمر صحفي مساء امس بعد الاجتماع مع أردوغان: تركيا ستوقف العملية العسكرية للسماح بانسحاب وحدات حماية الشعب خلال 120 ساعة.وقبل تصريح بنس، كتب الرئيس الأمريكي ترامب تغريدة مبشرا فيها بورود أخبار عظيمة من تركيا. وكان مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي قد وصل إلى تركيا امس في مهمة لإقناع أنقرة بوقف هجومها على شمال شرق سوريا. واجتمع على الفور مع الرئيس رجب طيب أردوغان. وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد اكدت امس ان طالبت أن الهجوم التركي على المنطقة أسفر منذ بدايته عن مقتل218 مدنيا، وإصابة نحو700آخرين بجروح وتشريد اكثر من مائتي الف شخص فضلا عن تسبب في تركيا لدمار كبير في شمال سوريا . ومن جانبه ، و في انجاز استراتيجي مهم ، تمكن الجيش العربي السوري أمس الخميس من الانتشار على الحدود التركية بعد تأمينه لمدينة عين العرب ذات الغالبية الكردية وقبلها مدينة منبج ، وذلك في اطار التصدي العدوان التركي على اكراد شمال سوريا. وتأتي انجازات الجيش السوري بعد اتفاق مع الاكراد يسمح للحكومة السورية بالتواجد في الشمال لمواجهة العدوان التركي الذي اطلقه اردوغان قبل 9 ايام .ويعتبر هذا الإنجاز الميداني الكبير كسرا للحدود التي رسمتها امريكا في منطقة نهر الفرات عبر ابعاد شمال سوريا عن منطقة سيطرة الحكومة الشرعية السورية .وذكرت امس تقارير ميدانية في شمال سوريا ان الجيش السوري يمضي في خطته الرامية إلى الانتشار على كامل الحدود الشمالية مع تركيا وتأمينها، بالإضافة إلى تطويق التقدم التركي والحيلولة دون تمدّده أكثر في العمق السوري مشيرة الى ان الجيش السوري عبر يوم امس نهر الفرات من مدينة منبج غربي النهر، نحو مدينة عين العرب، ليدخلها للمرة الأولى منذ سنوات، ويصبح بذلك على الحدود مع تركيا. واضافت التقارير الميدانية ان الجيش السوري انجز في اليوم الثالث للتفاهم مع الاكراد إحدى أهم خطوات الانتشار على الحدود، من خلال السيطرة على منطقتَي منبج وعين العرب في ريف حلب الشمالي، على الحدود السورية - التركية، في خطوة عسكرية مُهمة تسمح له بمتابعة الانتشار على شريط حدودي طويل، يمتدّ من عين العرب ليصل إلى المالكية في أقصى الشمال الشرقي. وجاء ذلك بعد إخلاء القوات الأمريكية كامل قواعدها ومقرّاتها في ريفَي منبج وعين العرب، لتدخل إليهما وحدات الجيش السوري، بعد تنسيق مع الجانب الروسي، الذي لعب دوراً مهماً في منع وقوع مواجهات مباشرة بين الجيش السوري والقوات الأمريكية. وفي سياق متصل ، نفذ الجيش الأمريكي، أمس الخميس، ضربة جوية مخططة سلفاً في سوريا لتدمير مخزن ذخيرة ومركبات خلَّفتها القوات لدى انسحابها من شمالي سوريا. وقال العقيد "مايلز كاجينز"، الناطق بلسان التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي بالعراق، إن الضربة نفذتها طائرتان مقاتلتان من طراز F-15e، والتي أطلقت النار على مصنع "لافارج" للأسمنت – الذي اتخذته القوات موقعا للتمركز بالمنطقة- بعد أن غادرت جميع قوات التحالف المنشأة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مؤخرا انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، بعد أكثر من 7 سنوات على الأزمة السورية والتدخلات الإقليمية.