بات التسابق الجماهيري لضخ الأموال في الحساب الذي تشرف عليه الجامعة التونسية لكرة القدم حدثا وطنيا فريدا فالهبة الجماهيرية أضحت حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فيما كان لارتفاع الرصيد البنكي بصورة كبيرة في اليومين الماضيين أثرا كبيرا وصار مصدر فخر بالانتماء لفريق عريق في قيمة النادي الإفريقي. ويمكن التأكيد أن "شعب النادي الإفريقي" كما كنّاه المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة قد عاد ليلعب دوره كحالة فريدة في الساحة الرياضية وأيضا في مسار الجمعية في وقت تخلّى عنه الكثيرون ممن صنع مجدهم. المد الشعبي لا يزال متواصلا وقد ترتفع وتيرته مع اقتراب صرف الأجور للموظفين بما قد يدر على الحساب البنكي عائدات مالية إضافية قد تكون جانبا من الحل في الأزمة الحالية. حمودية وايدير بات رئيس الهيئة التسييرية مروان حمودية والرئيس الأسبق كمال ايدير أول الرؤساء الذين كانت لهم المبادرة في دعم الحساب البنكي الذي تشرف عليه الجامعة التونسية لكرة القدم. وكان السبق في المبادرة لحمودية الذي دعّم الحساب البنكي بألفي دينار قبل أن يلتحق به ايدير بضخ ثلاثة آلاف دينار.. وعلى الرغم من أن ما قدمه الرجلان لا يمكن أن يغطي أصغر القضايا إلا أن مبادرتهما تبقى إيجابية للغاية ذلك أن المساهمة ولو بقدر بسيط تحسب لهما لاسيما وأنهما ليسا من الأثرياء الذين بمقدورهم ضخ مئات الملايين. وقد تكون أهمية مساهمة ايدير وحمودية أنها عنصر قد يحفز بقية الرؤساء السابقين على لعب الدور الذي يجب أن يتحملوه ذلك أن حديث المحاسبة غير مطروح راهنا في ظل نزاعات مستعجلة تستوجب الخلاص وتفادي الجعجعة غير المفيدة. الدريدي وأبناؤه يستأنف لاعبو النادي الإفريقي التمارين استعدادا لمواجهة نجم المتلوي وذلك بعد أن ركنت المجموعة إلى راحة يوم أمس. عودة لاعبي الإفريقي اليوم ستكون على خطى ما عاشه فريق بوروسيا دورتموند في موسم 2003 – 2004 عندما بادر المدرب ماتياس سامر بالتخفيض في أجرته الشهرية بنسبة 20 % وعلى خطاه نسج لاعبوه. أما في نادي باب الجديد فقد اتفق المدرب لسعد الدريدي مع اللاعبين على أن يشارك جميعهم في تجميع مبلغ محترم يقع ضخّه في الحساب البنكي الخاص بالنزاعات وذلك بمجرد نهاية الحصة التدريبية التي ستجرى صباح اليوم. حركة مهمة وذات رمزية كبيرة حيث أنها تنم عن شعور بالمسؤولية من قبل الإطار الفني واللاعبين تجاه ناديهم وهي سابقة في تاريخ كرة القدم من شأنها أن تكون خير حافز للأنصار من أجل مواصلة دعم الحساب البنكي.. فبرافو للسعد الدريدي ومعاونيه ولاعبيه. مجهودات الجريء بذل رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء مجهودات جبارة للمساهمة في جمع الفرقاء من عائلة النادي الإفريقي فضلا عن لعب دور رئيسي في التصدي للنزاعات التي يغرق فيها الفريق. ويمكن التأكيد أن وديع الجريء يأتي في مقدمة الأشخاص الذين يستحقون الشكر والثناء على المجهودات التي يقوم بها لفائدة نادي باب الجديد تقديرا للدور الذي يلعبه لفائدة النادي. وكما كنّا من ناقدي رئيس الجامعة فإنه من المهم الإشارة بالإيجاب للدور الذي يلعبه منذ الموسم الماضي حماية لصرح عريق بقيمة النادي الإفريقي. اجتماع الهيئة المديرة انعقد يوم أمس الجمعة 18 أكتوبر 2019 في حدود الساعة السابعة مساء اجتماع الهيئة المديرة للنادي الإفريقي وذلك لأول مرة في الأشهر الست الأخيرة. الاجتماع لم يكن ضمن جدول أعماله مواضيع محددة سلفا وبالتالي يفترض أن يكون فرصة للجميع من أجل طرح أفكارهم وخاصة التعبير عن مواقفهم خصوصا أن الأغلبية غير راضية عن تهميشها وأيضا عن الأوضاع التي يعيشها النادي. ويفترض أن يكون الاجتماع ساخنا خصوصا أن هناك انتقادات عديدة موجهة أساسا لرئيس النادي عبد السلام اليونسي ونائبه الأول مجدي الخليفي من بقية الأعضاء الذين يتهمونهما بالانفراد بالقرار. ويطالب الغاضبون أساسا بتوضيح الصورة على المستوى المالي وكشف أرقام معاملات النادي خاصة في ما يتعلق بالعائدات المالية فضلا عن تقديم معطيات حقيقية عن حجم التمويل الذاتي من المسؤولين وعلى رأسهم رئيس النادي عبد السلام اليونسي.