رغم تعهّد الرئيس الامريكي دونالد ترامب مؤخرا بإعادة كل جنوده الى أرض الوطن وقراره الانسحاب من سوريا، تفاجأ أمس الرأي العام الدولي بنقل أمريكا قواتها العسكرية من سوريا الى العراق. واشنطن (وكالات) قالت وكالة «رويترز» أمس الاثنين، إن أفواجا من القوات الأمريكية عبرت من سوريا إلى العراق من خلال معبر سحيلة الحدودي في محافظة دهوك، شمالي العراق. وتنسجم رحلة القوات الأمريكية مع ما قاله وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، لكنها تتناقض مع تصريح ترامب الذي قال فيه إن الجنود «عادوا إلى الولاياتالمتحدة». وغرد ترامب على «تويتر»، قائلا: «الجنود الأمريكيون ليسوا في مناطق قتال أو مناطق تشهد وقف إطلاق نار. قمنا بتأمين النفط، وأعدنا الجنود إلى الوطن!». وقالت تقارير اعلامية امس أن نقل الجنود الامريكان من سوريا الى العراق تكشف كذب وخداع الرئيس الامريكي لشعبه ولحلفائه وللعالم. وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر امس الاثنين، إن واشنطن تعتزم نقل نحو 1000 جندي أمريكي من شمال سوريا إلى غرب العراق ل«مواصلة الحملة ضد داعش وللمساعدة في الدفاع عن العراق». وقال إسبر للصحافيين وهو في طريقه للشرق الأوسط إن «الانسحاب الأمريكي ماضٍ على قدم وساق من شمال شرق سوريا.. إننا نتحدث عن أسابيع وليس أياماً». وقال إن عملية الانسحاب تتم من خلال طائرات وقوافل برية. وأضاف إن «الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غرب العراق». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمريكي كبير قوله، إن الوضع ما زال غير مستقر وإن الخطط قد تتغير. ومن المرجح أن يخضع أي قرار بإرسال قوات أمريكية إضافية إلى العراق لمراجعة دقيقة في بلد تحظى فيه إيران بنفوذ متزايد. وقال المسؤول «هذه هي الخطة الحالية، الأمور يمكن أن تتغير بين الوقت الحالي وموعد استكمالنا الانسحاب ولكن هذه هي خطة التحرك الآن». وستضاف القوات الأمريكية الإضافية إلى أكثر من خمسة آلاف جندي أمريكي موجودين بالفعل في العراق لتدريب القوات العراقية والمساعدة في ضمان عدم استئناف مقاتلي تنظيم داعش نشاطهم. وفي سياق متصل كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يميل إلى بقاء مجموعة صغيرة من القوات الأمريكية في شرق سوريا لمحاربة تنظيم «داعش». ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله، إن الرئيس الأمريكي يفكر منذ الأسبوع الماضي في بقاء نحو 200 من قوات الكوماندوز في شمال شرق سوريا لمحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية التي سيتم إبقائها ستتمركز على طول الحدود مع العراق، خارج «المنطقة الآمنة» التي تم الاتفاق عليها بين نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان . وكانت واشنطن قررت سحب قواتها من شمال شرق سوريا، تزامنا مع إطلاق أنقرة العملية العسكرية «نبع السلام» شمال شرق سوريا في ال9 من الشهر الجاري، «لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.