موسكو (وكالات) استضافت روسيا قمة كبرى لقادة الدول الأفريقية بدأت فعالياتها في منتجع سوتشي منذ يوم الاربعاء وتواصلت يوم امس، ما يضيف إلى دورها المتنامي كأحد أهم اللاعبين في القارة الافريقية. وانطلقت في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، أعمال القمة الروسية - الأفريقية، وهي الأولى في تاريخ العلاقات بين روسيا والقارة السمراء، وسط حضور واسع لزعماء وممثلين من 54 بلداً أفريقياً، بينهم أكثر من 40 رئيساً، فضلاً عن مشاركة المنظمات الإقليمية الأفريقية في أعمال القمة. وشارك في القمة قادة «الاتحاد الأفريقي»، و«مجموعة شرق أفريقيا»، و«المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا»، و«اتحاد المغرب العربي»، الأمر الذي يجعل اللقاء في سوتشي أول حدث على مثل هذا المستوى في تاريخ العلاقات الروسية - الأفريقية. وشارك كذلك رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في القمة. أعلن أنطون كوبياكوف مستشار الرئيس الروسي، امس الخميس، توقيع اتفاقيات خلال المنتدى تقدر قيمتها بنحو 12,5 مليار دولار أمريكي بين روسيا والدول الأفريقية. وترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم امس الخميس وامس الاول الاربعاء أول «قمة روسية إفريقية» تسعى موسكو من خلالها لبسط نفوذها في قارة غابت عنها حتى الآن، ما سيضعها في منافسة شديدة مع النفوذ الصيني والغربي الطاغي فيها. وستكون القمة مماثلة ل»منتديات التعاون الصيني الإفريقي» التي أتاحت منذ عام 2000 لبكين الارتقاء إلى مرتبة الشريك الأول للقارة. وأكد البيان الختامي المعتمد في أعقاب القمة الروسية - الأفريقية، امس الخميس، اتفاق روسيا والدول الأفريقية على مواجهة الإملاءات السياسية وابتزاز العملات بشكل مشترك. وجاء في البيان الختامي للقمة والذي نشر على موقع الكرملين: «معاً لمواجهة الإملاءات السياسية وابتزاز العملات عند تنفيذ التجارة الدولية والتعاون الاقتصادي، وإحباط رغبة بعض الدول في أن تمنح لنفسها الحق الاستئثاري في تحديد الجدوى والمعايير المسموح بها للتفاعل المشروع بين البلدان الأخرى، وتجنب التلاعب بمطالب النظام العالمي لعدم الانتشار للضغط على البلدان غير المرغوب بها والمنافسة غير العادلة».كما أشار البيان الختامي إلى أن «روسيا وأفريقيا اتفقتا على تكثيف الجهود لمكافحة تغير المناخ في القارة الأفريقية، وتبادل التكنولوجيا ذات الصلة».