تمكنت وحدات الحرس الوطني من الكشف عن مغارة مخصصة لتدليس العملة الأجنبية. حيث تم حجز ما يناهز 10 مليارات من العملة الأجنبية المزيفة وتفكيك شبكة دولية كانت تخطط لتوزيع الأموال المزيفة داخل الأسواق الموازية بالجمهورية... تونس (الشروق) «الشروق» تفتح ملف العملات الأجنبية المزيفة وتكشف تورط أباطرة التهريب في ادخال الحبر الأسود وأوراق العملة من دول افريقية وعربية نحو تونس... وعلمت «الشروق» أن وحدات الحرس الوطني بسوسة أحبطت مؤخرا مخططا يتمثل في إغراق السوق التونسية بما يقارب 10 مليارات من العملة الاجنبية المزيفة من فئة 500 أورو و50 أورو كانت العصابة التي تتكون من 4 اشخاص من بينهم اجنبي تعتزم توزيعها بعدد من الاسواق الموازية بكل من مدينة بن قردان من ولاية مدنين وولايات تونس الكبرى على غرار منوبة وبن عروس واريانةوتونس العاصمة . وحسب معلومات تحصلت عليها «الشروق» فإن العصابة قامت بإخفاء المواد الاولية المخصصة لتزوير العملة الاجنبية داخل ضيعة مهجورة بمدينة مساكن من ولاية سوسة. حيث عمد افراد الشبكة الى إخفاء هذه المواد داخل بيت لمحرك مائي. الكمين إثر ورود معلومات على وحدات فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمساكن تؤكد تردد أحد العناصر الغريبة عن المنطقة الى احدى الضيعات الفلاحية بالجهة بشكل يومي قامت الوحدات الأمنية بتتبع المتهم البالغ من العمر حوالي 45 سنة حتى تمت الاطاحة به متلبسا وهوبصدد نقل الاوراق المخصصة للتزييف الى غرفة العمليات التي يتم فيها طبع الأوراق بطريقة احترافية. ولا يمكن للعين المجردة أن تفرق بين الورقة النقدية المزيفة والورقة الحقيقية. وحسب اعترافات زعيم الشبكة الدولية التي تحصلت «الشروق» عليها فإنهم كانوا يخفون كميات الضخمة من الاوراق المزيفة داخل مغارة مهجورة بالضيعة المهجورة وقد تمكنت الوحدات الأمنية من حجزها والتي تجاوز وزنها أكثر من 5 كلغ بالإضافة الى حجز اكثر من 10 عبوات للحبر الأسود قاموا بشرائها من مهرب يقوم بجلبها من بلد أفريقي وآلة سكانار متطورة وآلات طباعة ذات تكنولوجيا عالية. مسالك التهريب يبلغ سعر عبوة الحبر الواحدة المخصصة لتزييف العملة أكثر من 10 آلاف دولار اي ما يعادل 30 الف دينار. ويتم تهريبها عبر المسالك غير القانونية على الحدود التونسية الليبية. وحسب تحقيق خاص ب»الشروق» فإن اباطرة التهريب بالجنوب يتعاملون مع مهربين افريقيين يقومون بإيصال البضاعة الى الحدود مع ليبيا ومن. ثم يقوم المهرب التونسي بتوزيعها على شبكات التحيل ليتم استعمال الحبر الأسود في طباعة الاوراق النقدية المزيفة. والى جانب الحبر يتم ايضا إدخال الاوراق المخصصة عبر الحدود التونسيةالجزائرية. حيث يتم التعامل مع عدد من كبار المهربين في الجزائر. حيث يبلغ سعر 1 كلغ من الورق الاسود المخصص لطباعة الاوراق أكثر من 50 الف دينار. وتتم طباعة 5000 ورقة من فئة 500 أورو ب5 كلغ من الورق فقط. وهوما سهل عمليات التهريب وبيع هذه المواد التي يتم جلبها من دول أفريقية كما اشرنا سابقا . إفشال المخطط علمت «الشروق « من مصادر أمنية مؤكدة ان أفراد شبكة تزييف العملة التي تمت الاطاحة بهم اعترفوا حسب التحقيقات الاولية بأنهم كانوا بصدد طباعة أكثر من 10 مليارات من العملة الاجنبية المزيفة. كما أكدوا ايضا أنهم اتفقوا مع عدد من مهربي العملة على ان يقوموا بشراء العملة المزيفة وتوزيعها في الاسواق الموازية المخصصة لبيع العملة وشرائها قبل ان تتمكن وحدات الحرس الوطني من احباط مخططهم. وحسب اعترافات احد افراد العصابة فإن سعر الورقة النقدية المزيفة من فئة 500 اورو تباع ب500 دينار و100 اورو تباع ايضا ب 50 دينارا . وكانت العصابة تخطط لتوزيع الاموال المزورة التي تقدر حسب المعطيات الاولية ب10 مليارات اوروفي الاسواق عبر مجموعة تابعة لهم تعمل في مجال بيع العملة وشرائها المنتشرة في الاسواق على غرار بومنديل والسوق العربي وشارل ديغول وبالقرب من السوق المركزي وفي سوق اريانة وبن عروس ومنوبة وغيرها من المناطق والمحلات التي تحولت الى مؤسسات مالية منتصبة بصفة غير قانونية متحدية الدولة واجهزتها. حيث ان عمليات بيع العملة تتم تحت أعين وحدات ودوريات امنية متواجدة على مستوى شارع الحبيب بورقيبة مرورا بشارل ديغول وصولا الى آخر نقطة فيه بالقرب من محطة «اللواجات» المتجهة الى الجزائر. الدولة تعترف في كل لقاء إعلامي لمحافظ البنك المركزي تتم الاشارة بصفة مباشرة الى سوق العملة الموازي الذي يسبب للدولة خسائر مالية ضخمة. وغير بعيد عن مقر البنك المركزي انتصبت محلات تجارية لبيع الملابس الجاهزة. ولكنها في الاصل مختصة في بيع العملة وشرائها. وامام انظار وحدات الامن بالعاصمة تتم أكثر من 80 بالمائة من تجارة الاورو. كما تعرف بالأسواق ويمكنك تغيير مبالغ مالية ضخمة بدون ان تتعرض الى المحاسبة او مجرد السؤال من اي امني متواجد بالمكان . «الشروق» كان لها لقاء مع تاجر عملة في نابل. واكد لنا انه يقوم يوميا- ما بين العاصمة والحمامات- ببيع وشراء مبالغ مالية ضخمة لا تقل عن 30 الف اورو مضيفا ان جل السواح يتعاملون معه لأنه ينجح في اقناعهم بالبيع له مؤكدا في نفس الاطار انه حاول بعث محل لبيع العملة بصفة قانونية. فطلب منه احد الاطارات البنكية نسبة من الارباح جعلته يقرر العمل بطريقة غير قانونية تجنبه دفع الرشاوى لبعض الاطارات وفق تعبيره. وفي شارع الحبيب بورقيبة تمر بجانب الدوريات فتسمع عبارة «صرف ... صرف ... صرف». فينظر اليهم الأمني ويبتسم وتنطلق لغة الاشارات في ما بينهم. وفي هذا الاطار سألنا احد العناصر المعروفين بتجارة العملة وهوشاب في 27 من عمره اصيل ولاية سيدي بوزيد «لماذا لا تخافون من التواجد المكثف للأمنيين ؟ « فأجاب قائلا « نحن نتعامل معهم ونوفر لهم طلباتهم المادية مقابل عدم اعتراض سبيلنا أو مجرد ازعاجنا أو ازعاج الحريف الذي اصبح يحس بالأمان أثناء عملية بيع العملة الاجنبية أو شرائها «. مغارة 10 مليارات حجز معدات تزوير العثور على حبر اسود باهظ الثمن 10 آلاف دولار و30 الف دينار ثمن العلبة الواحدة من الحبر بيع 500 أورو ب 500 دينار 100 أورو ب 50 دينارا 20 أورو ب 10 دنانير