نقص في اطباء الاختصاص، بنية تحتية متردية، تذمر واستياء في صفوف الاطار الطبي وشبه الطبي، هذه هي وضعية الوحدات الصحية ببنزرت، التي تحتاج الى حلول حذرية حتى يتمكن المواطن من الانتفاع بخدمات طبية تستجيب لتطلعاته. مكتب بنزرت (الشروق) رفع الأطباء العاملون بقسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة بنزرت مؤخرا اشعارا الى المصالح المختصة بوزارة الصحة، بخصوص قرار استقالة جماعية، في ظل النقص الفادح في عدد الاطباء بقسم الاستعجالي ممّا فرض غلق الوحدة الطبية المتنقلة للإسعاف والانعاش. كما مثلت هذه الحادثة احدى الوقائع التي تؤشر بتدهور الوضع الصحي بالجهة. كما عبرت الجهات النقابية عن استيائها من تدهور المنظومة الصحية وما باتت تشهده المستشفيات العمومية من تعطل اقسامها الحيوية، منها طب العيون وتصفية الدم والاشعة. من جهة اخرى، هذا الوضع المتردي، ادى الى اعتبار الاضراب الجهوي في قطاع الصحة خيارا مؤجلا للضغط على الطرف الوزاري والحكومي للتعاطي الجدي مع هذا الملف. نقائص بالجملة ويقول في هذا الاطار، عضو الفرع الجامعي للصحة ببنزرت توفيق الكوكي ان الفضاء الاستشفائي بالجهة يسجل نقائص كبرى في عدة مستويات، وهو ما كان له تأثيرات مباشرة على تواصل نشاط عدد من الاقسام الرئيسية، والخدمات الصحية، ومن بينها قسم العيون وطب الاطفال والاشعة بالمستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة. وأوضح محدثنا ان توقف نشاط بعض الاقسام يعود لأكثر من 3 سنوات بسبب عدم تعويض المغادرين من العملة والاعوان، وانه تم اطلاق صيحة فزع ومراسلة الاطراف المعنية بغرض التعاطي الجدي مع مجمل المشاغل، لكن هيهات حسب تعبيره. كما اضاف محدثنا ان اغلب الاقسام الحيوية ايضا من جراحة عامة واطفال وتوليد تعاني من عدم توفر الاطار الطبي بالعدد الكافي، مما يحول دون استمراريتها وما عمق الازمة هو مراجعة تصنيف هذا المستشفى من جامعي الى جهوي، منذ اواخر الثمانيات وفق تقديره، متابعا قوله بان احتياجات الجهة في حدود 100 في مستوى الاطار شبه الطبي وحوالي 300 في مجموع العملة. تشخيص ومطالب ورغم عقد عدد من الجلسات، فان مخرجاتها لم ترتق إلى معالجة شاملة للوضعية خاصة مع تواصل النقص الملحوظ، في طب الاختصاص وفق تقدير عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل سامي السيد، الذي وصف الوضع الصحي الجهوي بالمزري بسبب النقص الفادح في اطباء الاختصاص وتردي ظروف العمل ووضع البنية التحتية فضلا عن تواصل هجرة الاطباء رغم حصول الاتفاق على الزيادة في الاجور. وتابع سامي السيد ان الطرف النقابي سيواصل النضال ليس من اجل مطالب مادية للأعوان بل من اجل تحسين الوضع الصحي المتدهور في عدة مستويات . من جانبه، اوضح الكاتب العام المساعد للنقابة الاساسية للأطباء والصيادلة واطباء الاسنان بولبابة مخلوف ان الوضع الصحي بجهة بنزرت يعكس ازمة قطاع الصحة العمومية الوطنية المشرف على الانهيار، فرغم تتالي الحكومات منذ 2011 ، الا انه تم تهميشه في ظل سياسة صندوق النقد الدولي واملاءاته، وان من الهنّات الكبرى وفق محدثنا وجود انتدابات تعاقدية للأطباء، بالإضافة الى عدم خضوع انتداب الأطباء الى طريقة مباشرة بل في اطار نقل من جهة الى اخرى، وان ما زاد الطين بلة نزوع عدد هام من الاطار الطبي الى تفضيل الهجرة والعمل بالخارج . وتابع السيد انه جهويا ينتظر الاسراع في استكمال المشاريع المعطلة وحل اشكاليات نقص الأطباء منها في اختصاص التبنيج والانعاش وقسم استعجالي المستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة في ظل تواصل اشغال مشروع ترميم واعادة تهيئة قسم الولادات وطب الاطفال والرضع مما خلق اشكاليات جديدة في مستوى استقبال المرضى واسداء الخدمات فيه كما وصف. وأعرب محدثنا عن استغرابه من اقصاء الاطباء من برنامج اصلاح المنظومة الصحية ورفض إدماجهم في مستوى اختصاص طب العائلة، وانه ينتظر اعادة الاعتبار للقطاع الصحي العمومي، عبر خارطة طريق واضحة واجراءات منقذة من قبل الحكومة. المدير الجهوي للصحة يوضح وفي اتصالنا بالمدير الجهوي للصحة جمال الدين السعيداني، اوضح انه بالفعل نسجل نقصا في اطباء الاختصاص بالجهة، منها في جراحة العيون وطب الاطفال والتصوير الطبي والجراحة، وانه جار سد هذه النقائص، عبر الانتدابات منها لطبيبين بالمستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة في مستوى التخدير والانعاش وطب العيون. وتابع السعيداني ان تعطل انجاز تهيئة قسم الولادات وطب الرضع خارج عن نطاق الادارة الجهوية للصحة، التي عبرت عن رفضها لطبيعة النسق البطيء الذي صاحب اشغال هذه المشروع . أرقام ودلالات 7 هو مجموع المستشفيات موزعة بين 5 محلية ومستشفى جهوي واخر جامعي 7 ملايين دينار : هي تكلفة مشروع تهيئة قسم الولادات وطب الرضع بالمستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة ببنزرت. 100 هو عدد الكفاءات من الإطار شبه الطبي الذي تحتاجه الجهة