طرح يوم الشراكة التونسي البجليكي الملتئم أمس في فضاء دار المصدّر بتونس جملة من الوصفات والحلول للخروج من حالة التراجع التي شهدها التعاون والتبادل بين البلدين في المدة الأخيرة ويعتبر لقاء الأمس استثنائيا وغير مسبوق باعتبار كثافة حضور الطرف البلجيكي الذي جاء لتونس بوفد موسّع يضمّ أكثر من 100 مؤسسة اقتصادية تمثل مختلف القطاعات الانتاجية ونحو 120 رجل أعمال بلجيكي. وقال السيد منذر الزنايدي وزير التجارة في الافتتاح إن بلجيكا التي تحقق سنويا نسبة نموّ تقارب 3 نسبة تضخم دون 2 تتوفر على كافة الظروف الملائمة لتطوير شراكة فاعلة مع تونس. وأضاف أن تونس تتوفر من جانبها على عديد العناصر القوية والمشجعة في هذا السياق من ذلك أنها تتميز باقتصاد صاعد وبإنتاجية وديناميكية يعكسها التحرير الكلي لسوق السلع والخدمات وبقطاع خاص استطاع أن يتكيف مع مختلف التحولات هذا فضلا عن خيار تونس الثابت والمتمثل في الانفتاح والاندماج في الاقتصاد العالمي وتحقيقها لنسبة نمو في حدود 5.3 طيلة الخمس سنوات الأخيرة وتمكنها من التحكم في نسبة التضخم وفي عجز الميزان التجاري. وشدّد وزير التجارة على ضرورة تكثيف التعاون بين تونسوبلجيكا من أجل فتح فضاء واسع لفرص الاستثمار في مختلف الميادين وعلى رأسها قطاع التكنولوجيا المتطورة ذات القيمة المضافة العالية جدا ومجال خوصصة المؤسسات العمومية وفي المشاريع الكبرى للبنية الأساسية وفي مجال المحافظة على البيئة والمحيط وأيضا في المساهمة في رؤوس أموال المؤسسات التونسية. ثقل وذكر الأمير فيليب ولي العهد البلجيكي من جانبه، أن لكل من تونسوبلجيكا ثقلا وتأثيرا في الفضاء الجغرافي الذي ينتميان إليه مشدّدا على الشراكة الطبيعية بين البلدين. وأكد وليّ العهد البلجيكي قناعة العديد من المؤسسات البلجيكية بأن تونس تشكل قاعدة مثالية للاستثمار وللأنشطة والعمليات الاقتصادية ليس فقط في الفضاء المغاربي بل وفي الفضاء الأوروبي المتوسطي أيضا. وأبرز السيد «فار ويلغان» وزير الاقتصاد والطاقة والتجارة الخارجية والسياسة العلمية البلجيكي أن حجم التعاون والتبادل التونسي البلجيكي الحالي الذي يتميز خاصة بتراجع الصادرات البلجيكية من سنة الى أخرى بنسبة 10 يدعو الى التفكير الجماعي بين الشريكين. ودعا الوزير البلجيكي الى إجراء تقييم شامل لحجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين تونسوبلجيكا وبحث سبل دفع هذا التعاون. كما دعا الوزير الى دعم القطاع الخاص في البلدين. دور القطاع الخاص وعلى نفس هذا الخط قال السيد الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ان القطاع ا لخاص مدعو في اطار دعم التعاون التونسي البلجيكي الى مضاعفة الجهد لكشف فرص الاستثمار وحسن استغلالها عموما وأن المخطط العاشر للتنمية يدعو هذا القطاع الى انجاز 58 من جملة الاستثمارات المبرمجة. وأشار رئيس منظمة الأعراف الى موعد 1 جانفي 2005 الذي سيتزامن مع التحرير الكلي للسوق الأوروبية، وانفتاحها على السلع الصينية وقال اننا لا نعترض على دخول الصين الى السوق الأوروبية في اطار اتفاقيات منظمة التجارة العالمية ولكننا نرجو أن يلتزم الجميع بالقواعد الشغلية والاجتماعية التي تقرّها المجموعة الدولية والمكتب العالمي للشغل حتى نتفادى إغراق السوق الأوروبية ونضمن تكريس المنافسة الشريفة. وعموما، تشير الإحصائيات والمعطيات الرسمية أن بلجيكا تحتل المرتبة الثالثة ضمن قائمة المستثمرين الأجانب بتونس وتحتل المرتبة السادسة ضمن قائمة مزودي تونس. وتأتي بلجيكا أيضا في المرتبة السادسة ضمن حرفاء ومتلقي صادرات تونس. ويذكر أن صادرات تونسلبلجيكا تراجعت السنة الماضية بنسبة 2 حيث مرّت من أكثر من 414 مليون دينار سنة 2002 الى نحو 406 ملايين دينار السنة الفارطة. وفي المقابل بلغت واردات تونس من بلجيكا السنة الفارطة مبلغا يقارب 414 مليون دينار مسجلة تراجعا بنسبة 1 مقارنة بالسنة السابقة. وبلغ عدد المؤسسات البلجيكية بتونس الى غاية جوان الفارط (2004) مؤسسة مصدرة كليا أو جزئيا تعمل في مختلف قطاعات الفلاحة والصناعات والخدمات، وتشغل أكثر من 24 ألفا و700 عامل.