تونس «الشروق» ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية قدمت المخرجة الشابة وداد الزغلامي شريطها الأول الطويل فتح الله TV وهو شريط يمثل رحلة في أعماق حي شعبي على بعد 3كلم تقريبا عن شارع الحبيب بورقيبة. فيلم موجع ومؤلم كشف عن مشاكل الشباب وحالة التهميش التي يعاني منها حي فتح الله جبل الجلود الذي لا يبعد عن شارع الحبيب بورقيبة ألا مسافة دقائق لكنه يخفي معاناة وأوجاع شباب محبط وعالم من الفقر والتهميش والمعاناة وغياب البنية التحتية. فمن خلال مجموعة من الشبان من عشاق الموسيقى عرّت وداد الزغلامي نموذجا لواقع التهميش الذي تعيشه عديد المناطق التونسية وخاصة الحزام المحيط بالعاصمة الذي كان نتاج تهميش الأرياف في الستينات مما إضطر إلاف العائلات ألى النزوح إلى العاصمة للإقامة في أحياء لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الكريمة تركت وداد الزغلامي الكاميرا لتتجول بين أزقة حي فتح الله وجبل الجلود وتترك المجال لهؤلاء الشبان ليتحدثوا عن أحلامهم وأنكساراتهم؛ من الإدمان على المخدرات إلى الكحول إلى حلم "الحرقة" وهي هاجس ألاف الشبان التونسيين الذين يلتهمهم البحر كل عام من أجل الوصول إلى شواطئ إيطاليا. حكايات موجعة وداد الزغلامي سافرت بالكاميرا وسط حي فتح الله على مدى عشر سنوات من 2007الى 2017؛ فبعد سبع سنوات من سقوط النظام السابق لم يتغير شيئ في حياة هذا الحي فالمعاناة نفسها والبطالة نفسها والحرية لم تغير شيئا في حياة الناس وخاصة الشبان الذين لم يتخلوا عن حلمهم بالهجرة وأفتتان وداد الزغلامي بحي فتح الله كان وراء قصة حب مع حليم الموسيقي الشاب الذي نجح في الوصول ألى أوروبا وخاصة بلجيكيا وهولندا. الشريط كشف عن الجوانب الأنسانية فهؤلاء الشبان لم يتورطوا لا في العنف ولا في الجريمة لكنهم يحاولون إنقاذ حياتهم بالحلم والموسيقى والمخدرات فهي السبيل الوحيد لتضميد الجراح العميقة في الروح. نجحت وداد الزغلامي المخرجة الشابة في هذه الرحلة بالكاميرا في تفاصيل الحياة اليومية والليلية لحي فتح الله جبل جلود وشارع الحبيب بورقيبة وإلتقطت رائحة الأماكن وروحها بين الأزقة والمقاهي والحانات لنكتشف شريطا بروح شعرية عالية تبشر بولادة مخرجة سيكون لها شأن كبير في مستقبل السينما التونسية.