بعد لقاء أمس بين النهضة وائتلاف الكرامة ، يتوقع المراقبون أن تكون النهضة قد وجدت الطريق نحو توافق لتشكيل الحكومة بعيدا عن ضغوطات بقية الاطراف. لكن هل يمكن أن تنجح في ذلك؟ تونس الشروق: جمع لقاء التُئم أمس وفدين عن حركة النهضة صاحبة المرتبة الاولى في البرلمان وائتلاف الكرامة صاحب المرتبة الثالثة.. وحضر الاجتماع كل من راشد الغنوشي ونور الدين البحيري عن حركة النهضة وسيف الدين مخلوف وعماد دغيج والنائبين الجديدين بالبرلمان رضا الجوادي ويسري الدالي عن ائتلاف الكرامة. اصرار النهضة وذكر نور الدين البحيري ان حركة النهضة وائتلاف الكرامة تقدما في الاتفاق بخصوص ضرورة التسريع في تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الحركة. وبدا واضحا من خلال هذا التصريح ان النهضة مصرّة على رئاسة الحكومة في تعبير عن الرفض التام للشروط التي سبق ان عرضها عليها كل من التيار الديمقراطي وحركة الشعب خلال مشاورات الايام الفارطة وهي ان يكون رئيس الحكومة من خارج النهضة. وأضاف أن الحركة متمسكة بحقها الدستوري في أن يكون رئيس الحكومة منها حتى لا تُتهم بالتنصل من المسؤولية. حكومة لكن بأية أغلبية؟ اثر هذا اللقاء بين النهضة وائتلاف الكرامة وإثر ما صرح به البحيري تساءل المختصون ان كانت النهضة ستقدر على تشكيل الحكومة وعلى ضمان التصويت لها في البرلمان يوم منح الثقة. فتحالفها مع ائتلاف الكرامة سيمكنها من اغلبية لا تتجاوز 73 نائبا وبالتالي ستكون منقوصة من 36 صوتا لتوفير الاغلبية اللازمة للتصويت بمنح الحكومة الثقة ( 109 صوتا). فالنهضة بتشبثها برئاسة الحكومة تخلت عن اصوات التيار الديمقراطي وحركة الشعب بعد ان اعلنت استبعاد كل من قلب تونس والدستوري الحر وهي الاحزاب صاحبة الاغلبيات الكبرى في البرلمان. وفي هذا السياق تحدث البعض عن امكانية حصول تقارب مع تحيا تونس ( 14 صوتا) في انتظار مزيد التقارب مع مكونات برلمانية اخرى لتوفير بقية الاصوات اللازمة لاغلبية منح الثقة ( 22 صوتا). وهي مهمة تبدو صعبة في نظر الملاحظين بالنظر الى تشتت بقية المقاعد بين اكثر من طرف وما قد يتسبب فيه ذلك من صعوبات في التفاوض للنهضة. ثقة النهضة لكن المتمعن في تصريحات قيادات النهضة يستنتج انه يحتوي منسوب ثقة كبير في التوصل في الفترة القادمة الى تشكيل الحكومة والى توفير الاغلبية اللازمة لها. فقد ذكر الناطق الرسمي للحركة عماد الخميري ان المشاورات مع الأطراف التي ستشكّل البرلمان القادم مستمرة، وستفضي إلى إتفاق يؤدي إلى تشكيل حكومة في الآجال الدستوريّة. وهو ما أكده نور الدين البحيري بالقول ان حركة النهضة وائتلاف الكرامة تقدما في الاتفاق بخصوص ضرورة التسريع في تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الحركة. مواقف البقية سيبقى التساؤل الأبرز حول هذا الموضوع في الفترة القادمة متعلقا أساسا بموقف حركة تحيا تونس التي سبق ان أعلن مجلسها الوطني رفض مشاركة النهضة في الحكومة. كما ان عددا من المكونات البرلمانية الاخرى مازال موقفها غامضا وبعضها لا يمكن ان يتحالف فكريا مع النهضة والبعض الآخر سبق ان رفض مشاركة النهضة في الحكم خلال السنوات الماضية. كما ستُطرح في الفترة القادمة تساؤلات عديدة حول ما سبق ان أكد عليه رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال لقاءاته بالاطراف الفائزة بمقاعد في البرلمان وهو ضرورة تشكيل حكومة كفاءات تساعد على انقاذ الوضعين الاقتصادي والاجتماعي بعيدا عن المُحاصصات الحزبية وما قد يلعبه من دور في ذلك استنادا الى سلطته المعنوية لحث مختلف الاطراف على تقديم تنازلات. كما ينظر مراقبون أيضا الى ما قد يحصل في الفترة القادمة من تنازلات من مختلف الاطراف بما في ذلك النهضة بغاية الاسراع في تشكيل الحكومة في الآجال الدستورية وتجنيب البلاد ما قد يحصل من مخاطر سياسية واقتصادية ومن مس بالهدوء الاجتماعي في صورة عدم التوصل الى ذلك. ترتيب المقاعد في البرلمان النهضة 52 - قلب تونس 38 - التيار الديمقراطي 22 - ائتلاف الكرامة 21 - الدستوري الحر 17 - حركة الشعب 16 - تحيا تونس 14 - مشروع تونس 4 - الاتحاد الشعبي الجمهوري 3 - نداء تونس 3 - حزب الرحمة 3 - البديل التونسي 3 - افاق 2 - امل وعمل 2 - الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي 1 - الامتياز 1- الجبهة الشعبية 1 - الحزب الاشتراكي الدستوري 1 - الخير 1 - الربطة الخضراء 1 - الرجوع الى الاصل 1- الشباب المستقل 1 - المواطنة والتنمية 1- الوفاء بالعهد 1 - بذل وعطاء 1 - بكلنا توانسة 1 - تيار المحبة 1 - سليانة في عينينا 1 - صوت الفلاحين 1 - عيش تونسي 1-.