يُنهي الترجي اليوم استعداداته للمباراة المُؤجلة ضدّ النادي البنزرتي في أولمبي المنزه وقد اقتصرت التحضيرات على حصتين تدريبيتين بحكم أن الفريق عاد يوم أمس الأول من المغرب ولم يتسنّ له الحصول على الوقت اللازم للتخلّص من الإرهاق وتجهيز نفسه في ظروف عَادية. لقاء الترجي وبنزرت سيدور يوم غد بقيادة الحكم الصّادق السالمي وستتخلّف عنه الجماهير الصّفراء والحمراء بسبب وجود مَخاطر تحول دون استخدام مدرّجات المنزه. في انتظار التأكيد تؤكد المُعطيات الأولية أن معين الشعباني يدرس فكرة اجراء بعض التعديلات في التشكيلة الأساسية. ومن غير المُستبعد أن تشمل التحويرات منطقة خط الوسط المتكوّنة من محمد علي بن رمضان والغاني «كوامي بونسو» والجزائري عبد الرؤوف بن غيث. وفي انتظار أن يحسم الشعباني قراراته نشير إلى أن الإيفواري «فوسيني كوليبالي» دخل الحسابات وقد يظهر في التشكيلة بعد أن غاب عن أجواء الرسميات لفترة طويلة بسبب الإصابة. وكان «كُوليبالي» ضمن قائمة المدعوين للمشاركة في الرحلة الأخيرة إلى آسفي بمُناسبة ذهاب الدور الثمن النهائي للكأس العربية. هذا دون أن يشارك في المباراة وقد حصل السيناريو نفسه أثناء رحلة صفاقس. ويبدو أن «كوليبالي» أصبح جاهزا للظهور في المُباريات الرسمية وعلى الأرجح أن يَتمّ تشريكه لفترة مُعيّنة حتى يتعوّد على نسق المُقابلات ويسترجع «الفورمة» بصفة تدريجية. ومن المُؤكد أن العودة المُرتقبة ل»كوليبالي» من شأنها أن تساهم في توسيع الخيارات وتقوية المنافسة في خط الوسط الذي يمكن القول إنه حقق المطلوب في المُباريات الفارطة بفضل الثلاثي بن رمضان و»كوامي» وبن غيث. بن شريفية واثق اختار الجمهور بن شريفية كأفضل لاعب على هامش اللّقاء الأخير أمام أولمبيك آسفي. ويبدو أن الأحباء الذين منحوا أصواتهم لفائدة معز على اقتناع راسخ بأنه قام بأداء واجبه على أحسن وجه وذلك بغضّ النظر عن الهدف الذي تلقته شباكه في اللّحظات الأخيرة. ومن الواضح أن شقا من الأحباء يَعتبرون أنه كان من الصعب على بن شريفية التصدي للتصويبة القوية لمحمّد المرابط الذي برهن للأمانة عن مهارته سواء أثناء عملية تسجيل هدف التعادل أوأيضا في بقية المحاولات التي قام بها الفريق المغربي على غرار المُخالفة المباشرة التي كان قد نفذها اللاعب المذكور في الدقيقة 35 والتي تصدى لها معز ببراعة كبيرة. وعلى هَامش تتويجه بهذه الجائزة الشّرفية أشار معز إلى أن الترجي أنجز المطلوب في المغرب مؤكدا أنه واثق من العُبور إلى الدور القادم للكأس العربية بعد اكتساح آسفي على هامش لقاء الإياب المُبرمج يوم 23 نوفمبر في رادس. وفي الأثناء يعتقد البعض أن بن شريفية يتحمّل قسطا من مسؤولية الهدف المُسجّل ويُطالب أصحاب هذا الرأي أيضا بمنح الفرصة للجريدي خاصّة أن الفريق يلعب على عدة واجهات ويحتاج إلى استغلال مُحكم لزاده البشري تفاديا للإرهاق. أهمية التنظيم في الرحلات الخارجية قُلنا في عدد الأمس إن رحلة الترجي إلى المغرب كانت ناجحة رياضيا وتنظيميا. وفي سياق مُتّصل بالسّفرة الأخيرة إلى مَملكة محمّد السادس من الضروري التعريج على الاستراتيجية المُحكمة التي وضعها المسؤولون لتعود الجمعية بنتيجة ايجابية ودون مواجهة المشاكل الجانبية خاصّة أن الرحلة كانت مسبوقة بإستفزازات كبيرة من الوداديين بسبب قضية رابطة الأبطال. وكان الترجي قد أرسل مبعوثا سِريا إلى المغرب بمجرّد التعرّف على منافسه في الكأس العربية. وقد تَكفّل هذا المبعوث وهو خميس الدريدي ليس غيره برفع تقرير مُفصّل إلى إدارة النادي لتُحدّد برنامج ومَسار الرحلة حيث اختار الفريق السّفر إلى مراكش ثمّ التحوّل إلى آسفي عبر الحَافلة وذلك بدل الذهاب إلى آسفي عبر الدار البيضاء. وقد ساعد هذا الإجراء على تفادي الاحتكاك مع جماهير الوداد. وكان توقيت الرحلة أيضا مدروسا حيث سافرت البعثة الرسمية قبل 48 ساعة من اللّقاء وهوما يُجنّب الفريق المَشاكل الداخلية والخارجية التي عادة ما تظهر في التربّصات الطويلة نسبيا (كما حصل مثلا أثناء مُشاركة الفريق في مُونديال 2011 بقيادة معلول).