هي واحدة من الأصوات الشعرية الثائرة والمحرضة على مقاومة الصهيونية في فلسطينالمحتلة ...ايمان زياد صوت متمرد اختار النضال بالكلمة التي توثق للنضال. اختارت الاستقرار في داخل فلسطين لترفع من هناك صوتها الإبداعي مناصرا للحرية والانعتاق، بشعرها توثق ايمان زياد للهوية الفلسطينية وتاريخها للأجيال القادمة. يقول الاديب التونسي محمود المكسعدي الادب ماساة او لا يكون الشعر عند ايمان زياد ماذا يعني لك؟ -بداية يسعدني أن أكون ضيفة على جريدة الشروق التونسية، كيف لا والفلسطيني منذ البدء يشترك مع التونسي هواء الحريّة والقضية. ونحن في فلسطين نتوق لنشر روايتنا بأشكالها المتعددة لتظلّ حيّة في قلوب الأجيال التي لم تتعرف بعد إلى فلسطيننا. الشعر مأدبة الجائعين للحرية الطوّاقين لتحرير أنفسهم من الأغلال، الكوّة في زمن الظلمة الدائمة، اليد التي تنشلني كلّما أوشك واقع الظلم على ابتلاع انسانيتي، فليسمح لي الأديب التونسي محمود المكسعدي فالأدب في وجهة نظري عيني الثالثة التي أرى بها ما لا ترى عيناي والقشة التي تنجيني من يمّ الظلم. ماهي المرجعية الثقافية عند ايمان زياد في كتابة القصيد؟ لا أطيق أن يكون لي مرجعية ثقافية محددة، إنما يمكن القول أن لي مرجعية إنسانية عالية الضجيج لا أسمح لروحي أن تبرح ظلّها مهمها طال أو قصر. أما إن كان المقصود ذائقتي الثقافية، فهي كل نص أو كلمة أو لحن أو صوت يلامس الوجدان دون تكلّف، كل ما يمكن أن يُقال في هذا الزمن الغريب عني ويقولني. كيف تعيشين لحظة كتابة القصيد؟ لطالما سُئلت أسئلة تؤدي إلى نفس الإجابة وجوابي متوّحد لا يحتمل تأويلاً آخر؛ لحظة كتابة القصيد لحظة مباغتة جريئة قد تأتيني بملابس السرة أو بثياب النوم، لا تستأذن لتقيم حواراً مستفزا معي ولا تُقيم طقوساً محددة الملامح. يخرج القصيد دفقة واحدة قد أسرّح شعره وأهذّب ملامحه، أنا لا أكتب القصيد إنما هو من يكتب عني ما ينبغي أن يُكتب ويُلقي بتوقيعي عليه دون أدنى مشاكسة مني. من هو صاحب القرار العقل ام القلب عند الكتابة؟ الكتابة فعل جنون، تمرّد وجرأة وهذايان عن سبق اصرار وترصّد، يورد القلب والعقل به الاحساس والنية. بالنسبة لي القلب محرّض الكتابة والعقل مهذّبها، والإنسانية مذهبها. فلسطين حاضرة في اشعار ايمان الى اي مدى يمكن القول انك توثقين نضال الفلسطينين من خلال قصائدك؟ يا إلهي؛ من أنا إن غفلت عن قضيتي الأولى فلسطين، من أنا دون فلسطين. أتدري كيف يمكن أن تصير عدما في فراغ العالم، فقط إن نسيت هويتك، أنت لا تقف على أرض ولا تصيب سماء بذلك. الشيء المهم الذي يقوم به نصّ إيمان زيّاد أو أي كاتب/ة فلسطيني/ة هو أن يوثّق تاريخ البلاد التي مع كل أسف أضحت تتلاشى مع تقاعس الموقف العربي اتجاه القضية الفلسطينية، نحن نوثّق هويتنا وترابنا وقضيتنا للأجيال القادمة. لمن الاولوية عند ايمان زياد لحظة ميلاد القصيد الشكل ام المضمون؟ الأولوية للفكرة والقضية التي تؤثث لها القصيدة لحظة نتوحّد معها لتكون مضموننا، حينها لا يعود للشكل أو للقالب الذي توضع به وزناً أمام صدق الطرح. قد أكتب القصيدة عمودية أو قصيدة نثر أو قصة قصيرة أو أي قالب أدبي له مريديه، لكن ما فائدة الشكل إن تعرّى من الصدق والحقيقة. أي تأثير للبيئة التي ترعرعت في رحابها في نحت شخصية ايمان الشعرية؟ لو كنت في بيئة مختلفة سأكون امرأة أخرى تمتلك أدوات مختلفة وقضايا مختلفة، مع الأخذ بعين الإعتبار أن القضايا الإنسانية هي واحدة في كل الخليقة إلا أنني حين يحتضني اللوز المغدورة على سفح مُحتل وحين ينتابي القلق الأبدي بأن اللحظة القادمة قد لا تأتي وحين أراني أتشكّل حسب مزاج حواجز الاحتلال العسكرية وحين آكل الوقت وقت حظر التجوال، أعي تماما أن البيئة التي ترعرعت فيها تنحت شخصيتي باستمرار لأكون إيمان اليوم المختلفة عن الأمس والمختلفة عن الغد. هل تعتبرين القصيد النثري ضرورة مؤكدة في عصرنا الحالي؟ لا شيء يقيّد العصر الحالي وهو المتغير الدائم على نفسه قبل أن يكون علينا، قد تكون القصيدة النثرية ضرورة اليوم وقد يستحضر العصر المتغير بسرعة البرق شكلا جديدا يحاربه الشعراء ثم يفرض نفسه. أما كتابتي لقصيدة النثر فما هي إلا مساحة جائزة متحررة الحدود للقول، أرى فيها مستندا يقدّم ما أريد قوله وافيا للقرّاء، ليس إلا. احتفيت بأحدث مجموعة شعرية لك في متحف محمود درويش اي دلالة وراء هذا الاختيار؟ كنت أفضّل لو أنّ القدر أمهل شاعرنا محمود درويش ليكون حياً بيننا اليوم لسببين؛ الأول أن لا يرغم ميتا على الاستماع لكل من اعتلى منصة الشعر في متحف مشيّد باسمه، وأنا مع الأسف واثقة بأنه لو كان حيّا لفرّ من تقرحات الشعر التي تُتلى هناك. والسبب الثاني هو أن درويش كان يمكن أن يعدّل في خريطة الشعر الفلسطيني والعربي ويقول الكثير في كل ما تلا وفاته، وربما كان سيحظر تشييد متحف له، لأن تخليد الشاعر يأتي بتخليد شعره في مناهجنا الدراسية ومنصاتنا العامة. أغلب النقاد يحصرون شعر المقاومة الفلسطينية في الثلاثي محمود درويش سميح القاسم وتوفيق زياد كيف تنظرين الى هذا الراي؟ قد تكون أداة قياس مستوى الشعر عند النقّاد مقترنة بتجربة هؤلاء العظماء، ويحقّ للنقّاد أن يضعوا معيارا لتقييم ما يسمعون من الشعر اليوم. لكنّي فقط أتمنى من النقّاد أن ينصفوا الشعراء اليوم بناء على تجاربهم الخاصة بناء على مبادىء مدارس النقد بشكل عام واعتماد النقد البنّاء لدعم وتطوير المنتج الأدبي الحقيقي، والانتباه لتيار النقد المعاكس الذي ينمو في وطننا العربي والذي لا علاقة له بمبادىءالنقد ويخصص طاقته للمديح والادلاء بتصريح غير حقيقي عن نصوص لا تمتّ للأدب بصلة. ماذا قدمت المهرجانات الشعرية العربية لايمان زياد؟ تعدد المهرجانات الشعرية العربية ضرورة في عصرنا الحالي لأنها ببساطة تُقرّب الشاعر من تجارب الشعراء في الوطن العربي وتعرّضه لمدارس شعرية مختلفة، والأهم أنها تترك فينا الدهشة والسؤال نحو سماوات جديدة. لكن المهم ان تحافظ هذه المهرجانات على مستوى أدبي يرقى بالمشهد الثقافي وتجنب الوقوع في مصيدة المحسوبيات والدعوات الخجولة التي تنتهي بتقديم من يطلقون على أنفسهم صفة الشاعر/ة وهم لا يقيمون للغة او لأصول الشعر أو حتّى للمستمع وزنا، بل ويعتبرون أن اللغة العربية تتجنّى عليهم حين يخطئون بحقها. إيمان زياد في سطور إيمان زيّاد شاعرة فلسطينية؛ ولدت في عمّان ونشأت في فلسطين، وهي ابنة قرية يالو إحدى قرى اللطرون المُهجّرة في العام 1967 وتستقر مع أسرتها في رام الله. حاصلة على درجة البكالوريا في الأدب الإنقليزي والترجمة، ودرجة الماجستير في النوع الاجتماعي والتنمية من جامعة بيرزيت/فلسطين. وتعمل في مجال الدراسات والأبحاث. صدر لها مجموعتان نثريتان «شامة بيضاء» عن دار دجلة للنشر والتوزيع في المملكة الأردنية الهاشمية، في العام 2015. و»ماذا لو أطعمتك قلبي» عن دار الريم للنشر والتوزيع في جمهورية مصر العربية، في العام 2017.