انهى مجلس الشورى لحركة النهضة اشغال الدورة عدد 33 في ساعة متاخرة من ليلة السبت الماضي بقرار يرسخ خيار الدورة السابقة ويزيده ترشيح رئيس الحركة راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان . تونس الشروق : الدورة عقبتها ندوة صحفية اشرف عليها رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني الذي وصف اشغال الدورة بالتاريخية لعدة اعتبارات اولها العدد القياسي للاعضاء الذي حضروها والثاني للنقاش الثري الذي شارك فيه اغلب الحاضرين ، وقد توفقت الجلسة في اخذ قرارات مناسبة اعتبرها جاءت في الوقت المناسب . الدورة انطلقت من القرار الذي تم اتخاذه في الدورة السابقة ومفاده تمسك حركة النهضة بتشكيل الحكومة ورئاستها ، احتراما لنتائج الانتخابات والتزاما باحكام الدستور وحرصا على استقرار الدولة وعلى نجاح المسار الديمقراطي ومواصلة الشراكة بين الاحزاب والمنظمات . تعثر المشاورات وقد حققت الدورة الحالية اضافة لهذا الخيار نقاشا مستفيضا حول الاتصالات والمناقشات والمشاورات التي حدثت مع الاحزاب والمنظمات ومع الشخصيات الوطنية ، وقد تم تقديم تقارير حولها تفيد بوجود حالة من التعثر وعدم التجاوب مع الدعوة للمشاركة في حكومة تراسها النهضة ويتعلق هذا التعثر خاصة بحزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب ، وقد اكد التقرير ان النهضة حرصت في هذه المشاورات على تقديم برنامج للحكومة بعيدا عن التركيز على المحاصصات والتفاوض على المناصب الوزارية او على رئاسة الحكومة ، لكن هذه الاحزاب لم تركز على البرنامج بقدر تركيزها على منصب رئاسة الحكومة . التمسك بالخيار الاول الهاروني اكد على ان المجلس قرر التمسك بالخيار الذي تم اتخاذه في الدورة السابقة وبسياسة الحركة عموما والمتمثلة بحقها في تشكيل الحكومة وبرئاستها وهذا الخيار لا اختلاف حوله داخل المجلس ، رغم وجود من يطرح رؤى اخرى قد تكون لها وجاهة ولكن اصحابها لم يستطيعوا اقناع بقية الاعضاء بتبنيها ، وقد ناقشت الدورة 33 كيفية تنزيل هذا القرار والتقدم في المفاوضات ، وعلق الهاروني بان الحركة ستواصل التفاوض مع مختلف شركائها مع الحرص على انجاحها حتى يتم تشكيل حكومة نأمل في ان تلتقي القوى المحسوبة على الثورة حول برامج تنفع بها التونسيين . رئاسة البرلمان النقطة الثانية كما جاء على لسان الهاروني تعلقت باقرب خطوة في مجال المفاوضات وتتعلق بالجلسة الاولى للبرلمان التي ستنعقد يوم الاربعاء القادم ، وقد قرر مجلس الشورى ترشيح رئيس الحركة راشد الغنوشي لمنصب رئيس البرلمان انسجاما مع خيار الحركة اولا في انها تدخل للعمل من داخل الدولة وباكثر ما يمكن من الحضور خاصة ان ترشح رئيس الحركة للبرلمان يعد رسالة في ان النهضة ستساهم من داخل الدولة لخدمتها وخدمة المجتمع بكل قياداتها وكل طاقاتها وعلى راسها رئيسها اما ثانيا فيتعلق بان ترشح رئيس الحركة للبرلمان دليل على ان النهضة تعطي اهمية للمؤسسة التشريعية باعتبارها اطارا لوضع التوافقات والقوانين والاصلاحات وتتخذ فيها القرارات التي تتعلق بالحكومة . واضاف الهاروني نحن نعطي اولوية للبرلمان وطبيعي ان يترشح رئيس الحركة للرئاسته باعتباره اصبح عضوا فيه . مواصلة التفاوض واكد الهاروني ان الحركة ستواصل في نفس الوقت التفاوض على تشكيل الحكومة بقيادة النهضة وقرار الدورة بكل اختصار هو ترشيح رئيس الحركة للبرلمان وتمسكها بحقها في تعيين رئيس الحكومة ونحن على نفس الخيار ونتقدم في تنزيله ونطلب من شركائنا ان يتفاعلوا ايجابيا مع البرنامج الذي اقترحته النهضة وهناك مجالات كثيرة للتعاون داخل البرلمان سواء على مستوى مكتبه او لجانه وكذلك مازال امامنا مجال اوسع للتفاوض حول الحكومة خاصة ان المشاورات الماضية اولية والمشاورات الرسمية ستكون بعد قرار النهضة بتعيين رئيس الحكومة وتكليف رئيس الجمهورية لهذه الشخصية لانطلاق المشاورات بصفة فعلية ونهائية لتشكيل الحكومة . وقرر مجلس الشورى ان تبقى اشغاله مفتوحة وفي حالة انعقاد مستمر ويمكن ان تعود اشغاله في اي وقت لمتابعة هذه المفاوضات واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب . الهاروني ختم كلامه بان النهضة حريصة على نجاح مسار المفاوضات وحريصة على بناء مؤسسات مستقرة للدولة ومنسجمة يمكنها ان تعمل مع بعضها وان ايديها مفتوحة لمختلف القوى التي تتفق معها حول البرنامج وتتفق معها في المبادئ وقواعد الحكم . ولم ينس رئيس مجلس الشورى التذكير بان النهضة لن تتعامل مع من له شبهة فساد ، ولن تتعامل مع من يشكك في الثورة او يخرج عن الدستور وما عدا ذلك فهي منفتحة للتعامل مع كل القوى في البرلمان وعلى الساحة السياسية والوطنية .