بدأت السلطات الأردنية، امس الأحد ،رسميا ، منع «الإسرائيليين» من دخول الأراضي الأردنية في الباقورة والغمر بعد انتهاء عقد يسمح للمزارعين الصهاينة بالعمل في تلك الأراضي بعد 25 عاما من توقيع اتفاق سلام بين البلدين. عمان (وكالات) رفع الجيش الأردني علم المملكة امس الاحد فوق أراضي الباقورة بعد إعلان العاهل الأردني انتهاء العمل رسميا بملحقي الباقورة والغمر في اتفاقية وادي عربة وفرض السيادة الكاملة على كل شبر فيها. وأعلن الملك عبدالله الثاني امس الاحد في خطاب العرش، رسميا انتهاء العمل بملحقي الباقورة والغمر في اتفاقية وادي عربة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وفرض سيادة الأردن كاملة على كل شبر فيها. وقالت بعض النخب السياسية والاعلامية في الاردن ان استعادة الباقورة والغمر هو انتصار للسيادة الاردنية ، وايصال رسالة هامة وجادة ان الاردن لا يمكن ان يتنازل عن ارضه مهما كلفه الامر. وقال الوزير السابق نادر الظهيرات: «يعيش الوطن اليوم فرحة غامرة بحدث وطني كبير أعاد للوطن أراضي كانت مستأجرة من قبل إسرائيليين وذلك بقرار جريء وشجاع من جلالة الملك». يشار إلى أن الأردن وافق على تأجير هذه الأراضي لكيان الاحتلال الاسرائيلي بموجب اتفاقية السلام لعام 1994 بعد أن كانت تحت السيطرة الصهيونية لمدة 45 عاما.وينص عقد الاستئجار على أنه في حال رغب أي طرف بعدم تجديد عقد الإيجار، فعليه إبلاغ الطرف الثاني قبل سنة من انتهاء المدة القانونية للعقد، وهذا ما فعله الأردن حيث أعلن الملك عبد الله الثاني عبر صفحته على موقع «تويتر» في العام الماضي، «عدم تجديد اتفاقية تأجير أراضي الباقورة والغمر لإسرائيل». وفي نفس السياق أكد مصدر في وزارة الخارجية الأردنية، أنه «لا تمديد ولا تجديد» للملحقين الخاصين في اتفاقية السلام الأردنية «الإسرائيلية»، اللذين صدر بموجبهما قانونان نظما حق الانتفاع للإسرائيليين. وقال المصدر، إن «الأردن مارس حقه القانوني الذي جسدته الاتفاقية بعدم تجديد الملحقين، ويحترم التزامه القانوني أيضا باحترام أي حقوق ترتبت من الاتفاقية وهي محصورة في احترام الملكية الخاصة في الباقورة والسماح بحصاد ما زرع قبل انتهاء العمل بالملحقين في الغمر وفق القانون الأردني». وباركت نقابة المحامين للشعب الاردني "استرداد سيادة الاردن على الباقورة والغمر". وقالت النقابة اننا "نفاخر بهذا الشعب العظيم الذي وقف وقفة عز وفخار انتصارا لقضية عادلة ومبدإ محق". واشارت النقابة انه تجري الترتيبات للاحتفال بهذه المناسبة على ارض الباقورة، ليكتمل الفرح بان تطأ الاقدام الارض المستعادة ورفع علم البلاد. وقد ابلغ الأردن الخميس الماضي الجانب الإسرائيلي أنه اعتبارا من يوم امس الاحد، سيمنع المزارعون الإسرائيليون من دخول الباقورة التي تبلغ مساحتها نحو 6000 دونم، وكانت محور صراع بين الأردن وكيان إسرائيل التي احتلتها عام 1950. أما الغمر، فهي منطقة حدودية أردنية، تبلغ مساحتها 4.2 كيلومترا، احتلها الكيان الإسرائيلي في الخامس من جوان 1967، أي خلال ما تعرف بحرب الأيام الستة. تقع الباقورة شمالي الأردن، بينما توجد الغمر جنوبي المملكة، وتحاذيان الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهما من أراضي وادي عربة (صحراء أردنية محاذية لفلسطين). وتعد أراضي الباقورة من أخصب وأجود البقاع وهي ثروة وطنية كبيرة نظرا لجودة الأرض وخصوبتها ومناخها وتوفر المياه فيها، لإنتاج أجود أنواع المنتوجات الزراعية والثروة السمكية، كما أنها منطقة سياحية جاذبة وسيكون لها شأن وعائد كبير في الجانب الاقتصادي على الأردن.