«الحرمان من الأمومة دفعني إلى التخطيط ل«سرقة» رضيع.. أحترق في اليوم ألف مرّة، ولم أكن أعلم أن هذه الفعلة ستكلّفني السّجن».. هذا أهمّ ما اعترفت به خاطفة الرضيعة «سجود» التي لم يتجاوز عمرها 12 ساعة من داخل قسم الولدان بالمستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية قبل أن تتمكّن الوحدات الأمنية في ظرف ساعات قليلة من إلقاء القبض عليها.. وللحادثة بداية... «الشروق» – مكتب المهدية تفيد تفاصيل الحادثة أن امرأة ارتدت ميدعة بيضاء منتحلة صفة ممرّضة دخلت قسم الولدان بالمستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية، وتوجّهت إلى سيدة أصيلة مدينة «كركر» وضعت مولودتها حديثا، وطلبت منها تسليمها رضيعتها «سجود» مرددة اسمها من أجل إجراء فحوصات طبية فسلّمتها إياها دون أن يساورها أي شك في صفتها. انتحال صفة فعمليّة خطف وبعد مرور مدة من الزمن اتّصلت الأم بناظر القسم مستفسرة عن سبب التأخير في إعادة ابنتها إليها عندها تفطن الإطار الطبي، وشبه الطبي إلى فقدان الرضيعة، وتأكدوا أنه تم الخروج بها من المستشفى خاصة وأن الأم قامت بنزع السّوار الموضوع على يد مولودتها وهو ما سهّل على الخاطفة عملية الهروب بها من المستشفى دون أن تثير الانتباه. وعلى الفور تولّت إدارة المستشفى إعلام منطقة الأمن الوطني بالمهدية فتمّ تكوين خلية أزمة بإشراف والي الجهة عبد الفتاح شقشوق، ورئيس منطقة الأمن الوطني رياض الشاهد، ومباشرة الأبحاث على عين المكان من خلال مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، وسماع الأم، وشهود العيان مع تحديد ملامح الخاطفة التي كانت سمراء البشرة، وبدينة، كما كانت ترتدي ميدعة بيضاء، ووشاحا أصفر اللون. عودة الرضيعة إلى حضن أمها وبتكثيف عمليات البحث، والتمشيط من قبل عناصر الوحدات الأمنية توفرت معلومات عن طريق فتاة كانت جالسة بجانب امرأة تحمل نفس أوصاف المظنون فيها في عربة ميترو الساحل، ولاحظت ارتباكها، وعدم اهتمامها بالرضيعة التي كانت مغطاة بسترتها فقط وقد تركت ميدعتها البيضاء عند نزولها في مدينة المنستير، فتم التحوّل بصفة فورية إلى المكان ذاته، وتمشيطه ليتم العثور عليها في إحدى المحطات صحبة الرضيعة المفقودة في مدة لم تتجاوز الساعتين . ومباشرة إثر ذلك وقع نقل الرضيعة إلى المستشفى، وإجراء الفحوصات الطبية الضرورية لها قبل إعادتها إلى حضن والدتها باعتبارها كانت في حالة صحية مستقرة وسط زغردة النسوة، وابتهاج أفراد عائلتها، وبحضور والي الجهة، ورئيس منطقة الأمن الوطني، وباقي العناصر الأمنية التي شاركت في العملية، والانطلاق في مباشرة الأبحاث مع المظنون فيها. وتجدر الإشارة إلى أن المرأة التي قامت بخطف الرضيعة هي أصيلة منطقة «الصّعدة» من معتمدية سيدي علوان التابعة لولاية المهدية وهي من مواليد 1974 أما السبب الرئيسي الذي جعلها تقدم على خطف الرضيعة وفق الأبحاث الأولية التي أُجريت معها هو عدم الإنجاب، وإحساسها بالحرمان من الأمومة طيلة سنوات مما دفعها منذ مدة إلى التخطيط لعملية سرقة رضيع بهدف تبنّيه، وتربيته في منزلها دون أن تضع في حسابها العواقب الوخيمة لفعلتها الشنيعة.