تونس – الشروق: نظمت وزارة الشؤون الدينية يوم أمس ندوة علمية حول تجديد الخطاب الديني "المنطلقات والآفاق" وهي ندوة تتنزل ضمن سلسلة الندوات العلمية التي نظمتها وستنظمها الوزارة في إطار تظاهرة تونس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019 وبين وزير الشؤون الدينية السيد أحمد عظوم أن تنظيم دائرة مستديرة حول تجديد الفكر الديني يهدف إلى تكريس القراءة التجديدية للقضايا الإنسانية من زاوية نظر إسلامية وإبراز قضايا فكرية تمت معالجتها من قبل أقطاب فكرية ينبغي التعريف بها والحث على الاحتذاء بها في إطار المتغيرات التي يمر بها العالم الإسلامي. وقال وزير الشؤون الدينية، أحمد عظّوم، "إنّ الدّين بما هو ثوابت وعبادات، لا يتغيّر بل ما يتغيّر هو الخطاب وطرق التبليغ"، ملاحظا أنّ "ما يحتاجه المُسلم اليوم هو أن يعي ويرى مقاصد الدين الإسلامي تتحقق وتتجسّد على أرض الواقع بما هي قيم مجتمعية". وأضاف أنّ جوهر الدين الإسلامي بعيد كل البعد عن أفكار العنف والتطرف وأن اجتهادات الأيمة في الإسلام واختلافاتهم مثّلت ثراء وتنوّعا في الفكر الديني الإسلامي"، واستدل على ذلك بأنه "في حين حرّم الإمام مالك خطة القضاء للمرأة، فقد أجاز لها ابن حزم الأندلسي ذلك"، مشيرا إلى أن نصف المشتغلين بسلك القضاة اليوم من النساء، فضلا عن أنّ 34 بالمائة من سلك الوعّاظ هن نساء كذلك. مبينا أن المسلم يريد أن يلمس أهمية تجديد الفكر الديني في المعاملات الحياتية اليومية في الأسواق وفي الشوارع وفي جميع مجالات الحياة اليومية، مضيفا أنّ الدين ليس مجرد عبادات، بل هو مقاصد ومعان يجب التأمّل والبحث فيها. وفي سياق آخر أشار وزير الشؤون الدينية إلى أنه سيقع إدخال بعض التعديلات على دليل الكتاتيب الذي بدأ العمل به منذ السنة الفارطة حتى يكون ملائما أكثر للتلاميذ تربويا واجتماعيا. وعن مسألة وجود بعض المساجد الخارجة عن سيطرة الوزارة أكد الوزير أن وزارة الشؤون الدينية حريصة كل الحرص على مراقبة المساجد وأنه كلما وجدت بعض المعلومات تفيد أن الخطاب الديني لبعض الائمة فيه نوع من التشدد الا وتدخلت الوزارة وبحثت في أصل المشكل وقامت بحله. معرض المعالم الدينية بتونس وبالتوازي مع الندوة العلمية حول التجديد في الفكر الديني, نظمت وزارة الشؤون الدينية معرضا للمعالم الدينية الكبرى بمدينة تونس بجامع الزيتونة المعمور ويحتوي على صور ولوحات للجوامع والمساجد والمعالم الدينية والزوايا واضرحة الأولياء الصالحين والمدارس وللاشارة فإن مدرسة الشماعين بالمدينة العتيقة تعد أول مدرسة عمومية في العالم وقد وقع بناؤها في العهد الحفصي.