جدل كبير يعيشه الشارع الثقافي في الأسابيع الأخيرة حول فاضل الجعايبي والمسرح الوطني هذا الجدل يكاد يتحوّل إلى حملة قد تكون دافعها تلقائية مستندة على بعض مواقف أو قرارات اتخذها الجعايبي لم تكن محل رضا بعض المسرحيين كما قد تكون لها دوافع أخرى من أجل الدفع نحو إنهاء عقد الجعايبي مع المسرح الوطني الذي يفترض أن ينتهي في شهر جويلية القادم. هذا الجدل ظاهرة صحية طالما لم يخرج عن إطار الاحترام ففاضل الجعايبي ليس ملاكا لا يخطئ ولكنه أيضا ليس شيطانا والمثير أن بعض التعليقات والمواقف لمسرحيين تنكر على فاضل الجعايبي كل منجزه المسرحي في محاولة ل"أغتياله" رمزيا والغريب أن هذه المواقف صدرت عن كثيرين مازالوا في بداياتهم وهي ظاهرة تونسية "تمتاز" بها تونس في قتل رموزها في السياسة والمجتمع والثقافة. فمن حق المسرحيين الشباب أن يتمردوا على "الأب" مثلما فعل الجعايبي نفسه مع جيله عندما كانوا شبابا على سلطة علي بن عياد رحمه الله لكن هذا التمرد يجب أن يكون في إطار احترام التجربة المسرحية لفاضل الجعايبي ومنجزه المسرحي الكبير كما لابد من تقدير الدور الكبير الذي قام به في مؤسسة المسرح الوطني التي أصبحت مؤسسة ذات نجاعة مالية بعد تسديد ديونها وهذا ليس بالأمر اليسير في بلاد تعاني معظم مؤسساتها العمومية من غياب النجاعة. ففاضل الجعايبي مثل أي مسؤول عن مؤسسة وطنية ليس فوق النقد لكن النقد يجب أن لا يكون نسفا لتاريخه المسرحي وعطائه للثقافة التونسية.