بعد سلسلة العروض الناجحة في مسرح "شايو" في ماي الماضي وعرضها هذه الأيام في مسرح "الاوديّون ".. هذا المسرح العريق الذي تفتخربه فرنسا وتضعه في نفس مستوى افتخارها بالأُوبرا والكوميدي "فرانسيز" ويحلم كبارالمسرحيّين في العالم بالوقوف على ركحه ، تعرض غدًا الخميس المسرحية السياسية "تسونامي"آخرعمل مسرحي للفاضل الجعايبي وجليلة بكارفي افتتاح الدورة الثانية لملتقى "ديوان الشعر والفنون "بمدنين الذي يلتئم في الفترة الفاصلة بين 13 و16 جوان الحالي؛ ويتضمن سهرات شعرية يشارك فيها 15 شاعرا من تونس والمغرب والسودان والعراق وندوة فكرية بعنوان الجماليات الشعرية للقصيدة الغنائية. وهذه المسرحية من إنتاج" فاميليا" و"المسرح الوطني الفرنسي" ومدعومة من وزارة الثقافة التونسية. كتبت نصها الفنانة جليلة بكار وأخرجها الفاضل الجعايبي؛ وأعد لها السينوغرافيا والموسيقى قيس رستم. في هذا العمل واصل الجعايبي اكتشافه وصقله لأداء من اجتمعت لديهم الموهبة والشهائد الأكاديمية من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي في تربّص تواصل لمدة أشهرواستعان بربيع إبراهيم وبسام العلوي و توماضرالزرلي وعلي بن سعيد واميمة البحري ولبنى قنوني.. وبخبرة جليلة بكاروفاطمة بن سعيدان ورمزي عزيزلتجسيد حكاية ابنة قيادي إسلامي تكتشف أن والدها يخطط لتزويجها من ابن عمها فتتمرد على عائلتها... وخلال رحلة التمرّد هذه تلتقي بسيّدة في الخمسين من عمرها ومناضلة وحقوقية وناشطة ضمن الحركة الديمقراطية ومن خلال هذا اللقاء يفكك الجعايبي بنية المجتمع التونسي وتناقضاته من خلال المرحلة الفارقة التي يعيشها. و"تسونامي" التي جاءت -حسب ما صرّح به الجعايبي لبعض المواقع الالكترونية- "..بعد معايشة تفاصيل الحدث قبل وبعد حدوثه ودور فاعل في الثورة التي قلبت النظم الاجتماعية والفكرية والسياسية والنفسية والثقافية وفي تونس. وبعد توقف وفترة تأمل في المتغيرات الجذرية التي نتجت عن الثورة وحرصا على عدم الوقوع في التناول السطحي والانفعالي" تنضاف إلى مسرحيات "فاميليا" و"جنون "و"عشاق المقهى المهجور" و"ميديا" و "سهرة خاصة"و "خمسون" و"يحي يعيش " و تؤكد تجربة الفاضل الجعايبي التي تحاكي العقل وتواجه الواقع بما يوازيه فنيا وتفكك؛ وتنقد المشهد الثقافي والاجتماعي والسياسي لا في تونس وحدها وإنما في بقية بلدان الوطن العربي والتي بدأها في مسرح قفصة وصولا إلى تجربة فاميليا للإنتاج. ودائما وحسب ما وصل من أصداء عرضها في المسرح الوطني الفرنسي لقي طرح الجعايبي وبكارلقضية محاربة الفنون -اذ قالا بأنها ليست ظاهرة جديدة بل ان جذورها ضاربة في عمق التاريخ البشري وإنها مازالت تضرب في بعض العقول في القرن الواحد والعشرين- استحسان الجمهور وخاصة منه المغاربي هذا الجمهورالذي جاء متعطشا ليرى كيف وصف الجعايبي الحاضرالتونسي العابرإلى مستقبل غيرواضح المعالم وطريقة ومدى نجاحه في عرض الصّراع على الماضي والحاضر والمستقبل في معركة يحمى وطيسها بين أشباح السياسة والثقافة والإيدولوجيا والحال ان الشعب التونسي والعربي لا يريد غيرالحياة.