حقق فريق باردو العلامة الكاملة خلال الجولات الخمس الاخيرة وجمع 13 نقطة جعلته يحتل المركز السادس في الترتيب منذ قدوم المدرب جلال القادري الذي خلف منتصر الوحيشي. "البقلاوة" تمكنت من التدارك رغم البداية السيئة بنفس المجموعة وهو ما اعاد الجماهير التي هجرت مركب باردو لتلتف من جديد حول ناديها. الملعب التونسي مطالب اليوم بمواصلة التألق بعد المردود الكبير الذي قدمه في آخر مباراة امام الترجي الرياضي وهو ما اكده المدرب جلال القادري في لقاء مع "الشروق" والذي بيّن ان "البقلاوة" تسير على الطريق الصحيح. في البداية كيف تعاملتم مع فترة الراحة التي عقبت مباشرة الفترة الزاهية للفريق وما هي تأثيرات ذلك على عمل الاطار الفني؟ كنا نمني النفس بالمواصلة على نفس النسق بعد ان عادت الروح للفريق وأكد جاهزيته من خلال النتائج الايجابية التي حققناها منذ تسلمنا المهمة، لكن توقف النشاط لا يخدم مصلحة أي مدرب عندما يكون فريقه يسير على السكة الصحيحة لأن هذه التقطعات تضعف حافز اللاعبين. الحمد لله عرفنا كيف نتعامل مع هذا الأمر وقمنا بإجراء اختبار ودي منحنا فيه الفرصة لكل اللاعبين حتى يكون الجميع على نفس الدرجة من الاستعداد للرسميات. ما الذي تغيّر في الفريق منذ قدومك مقارنة بنفس المجموعة التي كانت تحت تصرف المدرب منتصر الوحيشي؟ في الحقيقة لم يتغيّر أي شيء ومنتصر قام بعمل كبير لكن النتائج لم تكن في مستوى قيمة العمل، قمنا منذ تسلمنا مقاليد التدريب بعمل كبير على المستوى الذهني للاعبين ونجحنا في ذلك بعدها لكل مدرب طريقة عمل خاصة به يحاول ترجمتها على ارض الواقع مع اللاعبين والحقيقة اني لاقيت كل التجاوب من اللاعبين. كما ان النتائج الايجابية تمنح المدرب أكثر اريحية على مستوى تطبيق نظرته الفنية والتكتيكية وهو عين الاختلاف بين مدرب وآخر. وجه جديد للفريق وبصمة الاطار الفني كانت واضحة من مباراة لأخرى، فما هو سرّ هذا النجاح في ظرف وجيز؟ لكل مدرب طريقة عمل والحقيقة انني عندما امرر رسالة للاعبين اتحمل كامل مسؤولياتي لتطبيقها وهو ما يمنح اللاعبين ثقة في أنفسهم وفي الاطار الفني وبالتالي يكون التجاوب فوق الميدان سلسا، شخصيا لا اعترف الا بالمردود والحقيقة ان مستوى اللاعبين متقارب الى ابعد الحدود والكل يرغب في التواجد في التشكيلة الاساسية وهي نقطة قوة تخدم مصلحة النادي بدرجة اولى. بعض اللاعبين تراجع مردودهم على غرار المهاجم غي مبينزا والبعض الآخر أظهروا امكانات عريضة على غرار الليبي علي معتوق، فكيف تقيّم هذا الثنائي؟ غي مبينزا مهاجم له كل المؤهلات الفنية والتكتيكية وقد كان المهاجم الاول في الفريق قبل ان يتراجع مردوده ويمرّ بفترة فراغ وهو أمر طبيعي، قدوم شهاب الزغلامي الذي يعتبر قيمة ثابتة جعل مبينزا يستفيق ويبحث عن العودة السريعة للخط الامامي وقد بدأ يستعيد مؤهلاته تدريجيا. اما علي معتوق فهو لاعب دولي ويقدم مردودا محترما مع الفريق او مع منتخب بلاده وهو ما يجعله من اللاعبين المؤثرين في الملعب التونسي. اغلب المدربين الذين اشرفوا على تدريب "البقلاوة" عانوا ولو بنسبة ضئيلة من تداخل الادوار وهو ما انهى تجربة اغلبهم، فكيف هي علاقة القادري بهيئة الملعب التونسي حاليا وهل يمكن ان يكون هناك تمديد للعقد المبرم بين الطرفين؟ علاقتي برئيس النادي احترافية الى ابعد الحدود وكل منّا يقوم بدوره دون التدخل في مهام الآخر، كما ان اسلوب وطريقة كل مدرب تفرض طريقة العمل منذ البداية وعندما اشعر ان علاقة الثقة والاحترافية بدأت تنهار فإنني انسحب من تلقاء نفسي. خبرة رئيس النادي الرياضية وخبرتي في التدريب تجعل مثل هذه الامور صعبة ولكل مهامه يقوم بها والحقيقة ان الهيئة ساهمت بشكل كبير في الفترة الايجابية التي يمر بها الفريق من خلال توفير كل الاحتياجات وظروف العمل الجيّدة. اما الحديث عن العقود فهو سابق لأوانه. بعيدا عن "البقلاوة" كيف تقيّم مردود المنتخب الوطني بعد مباراتي ليبيا وغينيا الاستوائية؟ بعد النجاح الكبير امام المنتخب الليبي والفوز برباعية كاملة، وهي نتيجة تعتبر اكثر من مرضية بالنظر الى تاريخ المواجهات بين المنتخبين، يمكن القول ان المنتخب يشهد نسقا تصاعديا خاصة انه اكد ذلك امام غينيا الاستوائية. كما ان منذر الكبيّر وعادل السليمي تمكنا من وضع بصمتهما على اداء المنتخب من مباراة الى اخرى. المردود امام غينيا لم يكن في المستوى المأمول وذلك نتيجة الارهاق من جهة والحالة السيئة للميدان من جهة ثانية لكن المهم ان المنتخب حقق الانتصار وتصدر مجموعته. جلال القادري من الاسماء التي كانت على طاولة رئيس الجامعة للعمل كمساعد في المنتخب الوطني لكنك رفضت المقترح، فما هي الاسباب؟ المنتخب الوطني شرف لكل مدرب وكل لاعب والحقيقة اني اشكر الجامعة ومنذ الكبيّر اللذين اتصلا بي فعلا، لكن توقيت عرض الجامعة كان يتعارض مع طموحاتي واهدافي لذلك رفضت عن قناعة تامة، كنت افكّر في تطوير تجربتي والتقدم الى الامام اكثر.