«هريسة وسردينة» في إناء بلاستيكي (بانو) هكذا توزع لمجة على150 تلميذا في مدرسة هنشير البقر بالقصرين ,صورة فاجأت المسؤولين عن قطاعي التربية والطفولة لكنها لم تفاجأ اولياء التلاميذ ولا سكان الارياف، فهذا واقعم بل هو أعمق وأكثر تعاسة وقتامة. فتلك الصورة هي مألوفة وعادية بالنسبة لتلميذ تلك المدارس الذي يغادر المنزل مند ساعات الصباح الاولى وارجله الصغيرة تتحسس الطريق في ظلام دامس وظهره الضعيف لايقوى على حمل اكداس من كتب تحدثه عن حب الوطن، وقدماه غارقة في الاوحال وجسده النحيف يرتعش بردا وخوفا من ان أي مفاجاة تهدد حياته ولا يقوى على مقاومتها... أطفال في الاعمار ولكنهم كبار في تحدي المعاناة... معاناة قد تبدو خفية لكنها عن أعين المسؤولين فقط، وليس عمّن خبروا كل فصولها. تعاني أغلب المدارس الابتدائية الريفية في جهة سيدي بوزيد من نقص سواء في البنية التحتية أو في التجهيزات ولعل ما شهدته المدرسة الابتدائية بئر الباي من معتمدية سيدي بوزيد الغربية خلال الليلة الفاصلة بين الاحد والاثنين من عملية سطو وإقامة جلسة خمرية داخل احدى قاعاتها نظرا لكون المؤسسة تفتقر إلى حارس وغير مجهزة بسور خارجي. فوضعية مدرسة بئر الباي لا تخلف عن وضعية عديد من المدارس الابتدائية الاخرى خاصة منها النائية والمتاخمة للجبال ومنها التي تفتقر الى الماء الصالح للشرب وخاصة بالمجموعات الصحية وصل إلى حد تسجيل حالات اصابة بفيروس الالتهاب الكبدي في السنوات السابقة وكذلك غير مجهزة بأسوار وبعيدة عن الطرقات المعبدة. فقد بلغ عدد المدارس الابتدائية بسيدي بوزيد 322 مدرسة منها 243 مدرسة تقوم بتقديم اكلات للتلاميذ المرسمين بها وقد أشار المندوب الجهوي للتربية حسين العكرمي الى ان وضعية الأكلات المقدمة الى التلاميذ المنتفعين متوسطة وحسب الامكانيات وان كل المدارس تقريبا مجهزة بالماء سواء من قبل الشركة الوطنية للاستغلال وتوزيع المياه او الجمعيات المائية أو كذلك بعض المدارس تم تجهيزها بمواجل يقع صيانتها بصفة دورية من اجل توفير الماء للتلاميذ. وللإشارة فإن عدد المدارس التي تقدم اكلات في محلات مخصصة لذلك يبلغ 110 مدارس من جملة 243 مدرسة تقدم محل فيما تقوم بقية المدارس بتقديم الاكلات بطريقة مباشرة هذا وقد ارتفع 13825 تلميذا بوجبة جافة و6176 وجبة ساخنة حسب آخر احصائية قامت بها المندوبية الجهوية للتربية بسيدي بوزيد.