القاهرة خاص للشروق : من جمال شاهين أكد المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور أسامة الباز أن إسرائيل لن تنجح في إنهاء أو هزيمة المقاومة الفلسطينية أو في فرض الأمر الواقع على العرب ووصف حديث بعض التيارات المتطرفة فيها عن إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات بأنه محض خيال أو أضغاث أحلام وأكد الباز حق المقاومة المشروع في الوقوف ضد الاحتلال حتى يتمّ إقامة الدولة الفلسطينية، كما حذر من تداعي الأوضاع في العراق وقال إنها تنذر بالخطر لشعب بات على أبواب الضياع من جراء الاحتلال وانتشار الفوضى. ومن جانبه وصف الدكتور عصمت عبد المجيد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية إدارة الرئىس الأمريكي بوش الابن بأنها أسوأ كثيرا من إدارة بوش الأب التي كان لبعض أعضائها مواقف قوية ومنهم وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر الذي حظر على نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الأسبق دخول وزارة الخارجية في عهده كما طالب الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين السفير سعيد كمال بعقد قمة عربية مغلقة بعيدة تماما عن وسائل الإعلام لتقييم القادة للوضع الذي آل إليه العالم العربي من عام 1948 وحتى الآن. وجاء ذلك مساء الثلاثاء أمام الملتقى الثقافي الذي تعقده السفارة السعودية بالقاهرة بحضور نخبة من السياسيين والمثقفين والسفراء العرب والأجانب. المقاومة مشروعة وفيما أكد الباز أن المقاومة حق مشروع ضد الاحتلال دعا إلى تنظيم عملياتها وتجنب تنفيذها ضد المدنيين والأطفال حتى لا يتم تأليب الرأي العام الأجنبي ضد الفلسطينيين كما دعا إلى تجنب العمليات الاستشهادية العشوائية وأوضح المستشار السياسي للرئيس المصري أن الوضع في الأراضي الفلسطينية يشكل تحديا «خطيرا» للمنطقة مشيرا إلى أنه ليس من المصلحة تأجيل عملية التسوية أو التوصل إلى حل لقضية الجولان لسنوات أو عقود أخرى وقال إن هناك مخاوف جدية من نمو أجيال تحت سيطرة وهيمنة الاحتلال سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو السورية المحتلتين والمحاذير المترتبة على ذلك من ذوبانها في الكيان الإسرائيلي والتسليم بالخضوع للسيطرة الإسرائيلية كأمر واقع لا مفر منه ومن ثم يصبح همها الأول هو السعي إلى التوظف والعيش والاندماج في ذلك الكيان. وأشار الباز إلى الخطأ الشائع لدى بعض الأوساط الغربية بأن هناك كراهية مثل التي كانت لديهم لليهود عند العرب وقال إن التاريخ شهد تعايشا كبيرا وخلاقا بين المسلمين العرب واليهود في الأندلس وغيرها من الدول العربية، وأكد أنه لم يسبق أن تعرض اليهود لأي اضطهاد في الأقطار العربية مثل الذي تعرضوا له من جانب الرومان والنازية في أوروبا وقال «نحن عاجزون عن فهم أسباب ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين من عمليات قتل وتدمير حاليا» مشيرا إلى أن ما نشهده الآن من جانب حكومة شارون لا يبشر بأي خير ولا ينبىء باستعدادها لإقامة السلام والتوصل لحل سياسي. تحذيرات ودعوة ودعا الدكتور الباز إسرائيل إلى أن تبادر وتسجل في سكرتارية الأممالمتحدة عدم وجود أطماع لها في دول عربية وأن تلتزم بتصفية برنامجها النووي وذلك كأساس وعناصر مهمة للتسوية السياسية والتعايش في المنطقة العربية بموجب العرض السخي على حد وصفه الذي تضمنته مبادرة السلام التي تمخضت عن قمة بيروت 2002 وأكد في نفس الوقت صعوبة أن يتم عقد قمة عربية أخرى لإطلاق مبادرة جديدة بعد تحامل إسرائىل للمبادرة العربية في بيروت. وحذر الباز في رسالة مباشرة لإسرائىل من أن تعتقد أن الأمة العربية ضعيفة وأكد أن العرب لديهم من عوامل القوة ما يمكنهم من النهوض وتخطىء إسرائىل إذا فهمت عكس ذلك ودلّل الباز على قوة الأمة العربية بعدم استسلامها لمخططات إسرائيل ونجاحات المقاومة الفلسطينية ونجاح الشعب اللبناني الذي كان يعتبره البعض الجزء الرخو من الجسد العربي أن يطرد الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب علاوة على صمود الشعب السوري في الجولان كما أكد أن الجيوش العربية ليست ضعيفة وتستطيع الدفاع عن أرضنا ولكننا نؤهلها لرد أي عدوان وليس للعدوان على أحد. وكان المستشار السياسي للرئيس المصري قد استهل محاضرته أمام الملتقى بالحديث عن الإرهاب وقال إنه ظاهرة قديمة لا صلة لها بالمجتمعات العربية ولكنها أدرجت على الأجندة الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر وسعوا إلى إلصاقها زورا بالعرب والإسلام كما سعت إسرائيل للاستفادة من هذه الأحداث وروجت لمغالطة كبيرة بأن عملياتها وحربها ضد الفلسطينيين هي جزء من الحملة الدولية ضد الإرهاب التي قادتها الولاياتالمتحدة ولفت في ذلك الإطار إلى أن الولاياتالمتحدة وقعت في محظورات حين عممت تهمة الإرهاب على ديانة وحضارة وأمة كما أنها سعت إلى الحرب ضد العراق من وراء الأممالمتحدة ومجلس الأمن وتجاهلت رفض المجتمع الدولي لها بحجج غير صحيحة ومنها تحالف العراق مع منظمات إرهابية والترويج لامتلاكه أسلحة للدمار الشامل واستخدام بعضها ضد شعبه أو ضد إيران. وأكد الدكتور أسامة الباز ضرورة العمل على استعادة العراق لسيادته واستقراره وأن يظل عراقا «مستقلا موحدا» وحذر من أن تقسيمه سيحمل نذر خطر لأنه سيمثل سابقة خطيرة في المنطقة وأشار في هذا الإطار إلى المناطق الكردية والسنية والشيعية وقال إن هذه الأخيرة ليست على قلب رجل واحد بدليل عدم رضاء المرجع الشيعي السيستاني عن مواقف الزعيم الشاب مقتدى الصدر.