دخل بداية هذا الأسبوع فيلم «نورة تحلم» لهند بوجمعة قاعات السينما التونسية، ومن بين أبطال العمل، الممثل جمال ساسي، الذي لم يشاهد هذا الفيلم بعد، بحكم التزاماته المسرحية. تونس «الشروق» على عكس ما كان متوقعا، أكّد الممثل جمال ساسي عدم مشاهدته لفيلم «نورة تحلم» للمخرجة هند بوجمعة، الذي دخل قاعات السينما التونسية بداية هذا الأسبوع، بعد تتويجه في الدورة المنقضية من أيام قرطاج السينمائية، وأرجع ساسي عدم مشاهدته للفيلم إلى التزاماته الفنية كممثل في مسرحية «قصر السعادة» للمخرج نزار السعيدي، والتي قدمت عرضها الأول مساء أمس بقاعة الفن الرابع، وإلى التزاماته كمخرج لمسرحية «الخادمات» التي سيقدم عرضها الأول يوم 05 ديسمبر الجاري، تزامنا مع ذكرى اغتيال الزعيم فرحات حشّاد، أكثر تفاصيل في الحوار التالي: وأخيرا فيلم «نورة تحلم» في القاعات التونسية، لو تحدثنا عن هذه التجربة السينمائية وعن شخصية عون الأمن التي جسدت؟ «نورة تحلم» هو تجربة جديدة، في الفيلم الطويل الأول للمخرجة هند بوجمعة، ولي الشرف أنني تعاملت معها، ومنحتني الفرصة للعمل مع ممثلين كبار على غرار سفيرتنا هند صبري، وهي ممثلة معطاءة أثناء التصوير، وكما هو معلوم يطرح الفيلم قضية اجتماعية بطريقة فنية، وفيه جسدت شخصية عون أمن غير نزيه ينتمي لمنظومة الفساد، كما أود التنويه بظروف التصوير الحرفية والجيدة مع شركة الإنتاج بروبقندا التي تعمل بطريقة محترفة جدا. وما رأيك في الفيلم خاصة بعد تباين الآراء حول تتويجه في أيام قرطاج السينمائية؟ صدقا لم أشاهد الفيلم إلى حد الساعة، وربما أقتنص الوقت لمشاهدته في قادم الأيام، وذلك بحكم ارتباطاتي المهنية المسرحية تحديدا، لكنني سعيد بتتويجه بالتانيت الذهبي وبتتويج بطلته الأولى هند صبري بجائزة أحسن ممثلة، في أيام قرطاج السينمائية، ومن محاسن الصدف أن فيلم «نورة تحلم» هو ثالث فيلم من الأفلام الثلاثة التي مثلت فيها وتوجت بالتانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية بعد فيلم «عصفور السطح» والفيلم القصير «صابون نظيف». هل تقصد بالتزاماتك المسرحية العمل الجديد الذي تقدمونه اليوم (بالأمس) بقاعة الفن الرابع؟ أجل أقصد مسرحية «قصر السعادة» للمخرج نزار السعيدي، وكذلك مسرحية من إخراجي بعنوان «الخادمات» سنقدم عرضها الأول يوم 05 ديسمبر 2019، تزامنا مع ذكرى اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشّاد، وهذا الاختيار ليس اعتباطيا بل يتماشى وموضوع المسرحية التي تجمع على الركح كلا من إيناس الحفيظي وبلقيس مصباح وشيماء الخميري. واقتبست نص المسرحية عن نص لجون جونيه، وأما عن مضمونها فتحكي مسرحية «الخادمات»، عن خادمتين، تعملان في منزل امرأة ثرية، تسعيان إلى قتلها، لذلك تطرح المسرحية بطريقة غير مباشرة الصراع الطبقي والحقد الطبقي، والصراع بين رأس المال والبروليتاريا، والعمل من إنتاج شركة عطيل للإنتاج الفني، وهي مدعمة من وزارة الشؤون الثقافية. بعد «انتليجنسيا» هذا التعامل الثاني لنفس الممثلين مع المخرج نزار السعيدي، فما السرّ في ذلك؟ تقريبا نفس المجموعة مع إضافة الممثل حمودة بن حسين في مسرحية «قصر السعادة»، وهذا التواصل مردّه اللّحمة بين كامل فريق العمل، والمشروع الفكري والتواصل الفكري الذي يجمعنا، إذ لدينا مشروع مسرحي ماضون فيه وثمة كتابة غير كتابة الإنتاج، ولكل منا موقعه في بناء العمل، وبالنسبة لقصر السعادة هي طرح جديد في الكتابة الركحية، وموضوعها إدمان المخدرات، وفي العمل نفكك ونشرح القضية لكن لا نقدم حلولا، لأن من يقدم الحلول هو البحث السوسيولوجي الذي لا توفر له أرضية عمل وغير معترف به قانونيا. تتعامل مع مخرج مسرحي شاب، له نظرته واختياراته الجمالية، هل وجدت صعوبة على الأقل في البداية في التعامل معه؟ كل إنسان في العمل يعرف موقعه، وشخصيا لما أكون على الركح، أكون الممثل وأطبق توجيهات المخرج، دون نقاش، ثم بعد انتهاء التمارين أناقشه والحجة هي الوسيلة الوحيدة للإقناع، فنحن في حلم جماعي ومشروع مهم، يتناول ظاهرة خطيرة، سنسعى لأن نجوب به كل دشرة في البلاد، حتى وإن لم تتوفر الشروط التقنية لتقديمه كأفضل ما يكون جماليا، بحكم البنية التحتية وغياب فضاءات العرض داخل جهات الجمهورية، المهم أن يصل الخطاب المسرحي لأنه يهم كل التونسيين. المسرحية (قصر السعادة) تراجيدية بحتة أم تتخللها بعض المواقف الكوميدية؟ الكوميديا السوداء حاضرة في مسرحية «قصر السعادة» فهناك أشياء مؤلمة لكنها ستضحك الجمهور، المسرحية تحكي على شريحة عمرية وهي الشباب، هذا الشباب الذي كان أكبر متضرر من التفسّخ الأخلاقي الذي ساهمت في نسبة كبيرة منه الانتاجات الدرامية من وشم ومخدرات وغيرها من الظواهر التي ليس الشاب ملقحا ضدها، لكن الحديث عن دور الدراما ليس موجودا سوى بتلميح وحيد في المسرحية. على ذكر الدراما، بعد تجربة طويلة في هذا المجال ما هي الأعمال الدرامية التي يعتز بها جمال ساسي؟ صدقا أعتز بكل الأعمال الدرامية التي مثلت فيها، لكن بالنسبة لي مسلسل «قمرة سيدي محروس» عمل جيد جدا على كل الأصعدة من السيناريو الذي كتبه علي اللواتي إلى الإخراج مع سي صلاح الدين الصيد إلى الإنتاج مع المرحوم نجيب عياد، وبالمنسبة لي هذا المسلسل مرجع، كما أعتز كثيرا بمسلسل «الخطاب على الباب»، المهم أن هذه الأعمال كانت راقية ولم تمرر الخور والتعفن الموجود في الواقع، لأن العمل الفني يرتقي بالواقع ولا ينزل إليه لينقله كما هو.